الجنيه الإسترليني يرتفع على حساب الدولار مدعومًا ببيانات نمو بريطانية قوية وتراجع التضخم الأمريكي
تعزز الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي مدعومًا بنمو اقتصادي بريطاني أقوى من المتوقع، في حين تعرض الدولار لضغوط بعد صدور بيانات تضخم أمريكية ضعيفة، ما أثار تساؤلات حول مسار السياسة النقدية للفيدرالي دون تغييره فعليًا.

سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ملحوظًا مقابل الدولار الأمريكي يوم الخميس، ليتجاوز مستوى 1.3300، مدعومًا ببيانات اقتصادية إيجابية من المملكة المتحدة، في وقت تراجعت فيه العملة الأمريكية بفعل مؤشرات تضخم ضعيفة، ما زاد من الضغوط على الدولار.
في الولايات المتحدة، أظهرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين لشهر أبريل تباطؤًا أكبر من المتوقع، حيث ارتفع المؤشر العام بنسبة 2.4% على أساس سنوي، دون التوقعات، بينما انخفضت القراءة الشهرية بشكل غير متوقع. كما جاءت بيانات التضخم للمستهلكين أقل من المتوقع أيضًا، مما أثار تساؤلات حول استمرار ضغوط الأسعار، لكن دون أن يغيّر بشكل جوهري توقعات الأسواق حيال توجهات الاحتياطي الفيدرالي.
رغم ذلك، أشار نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون إلى أن السياسة النقدية لا تزال مناسبة في ظل حالة عدم اليقين، محذرًا من أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تعيد إشعال التضخم مؤقتًا. وتشير التقديرات الحالية إلى أن أول تخفيض للفائدة من جانب الفيدرالي لن يحدث قبل سبتمبر، مع توقع خفضين فقط هذا العام.
في المقابل، تلقى الجنيه دعمًا من أرقام الناتج المحلي الإجمالي البريطاني، التي تجاوزت التقديرات. نما الاقتصاد بنسبة 0.7% في الربع الأول، متفوقًا على التوقعات، ومحققًا تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالربع الأخير من 2024. كذلك، سجل الاقتصاد نموًا شهريًا بنسبة 0.2% في مارس، مما يعزز الثقة في صمود الاقتصاد البريطاني.
من جهة أخرى، تراجعت مؤشرات الإنتاج الصناعي والتصنيعي في المملكة المتحدة خلال مارس بوتيرة أسرع من المتوقع، إلا أن قوة سوق العمل واستمرار ضغوط الأسعار تبقي على موقف بنك إنجلترا الحذر من خفض الفائدة، بحسب تصريحات عضو لجنة السياسة النقدية كاثرين مان.