الين الياباني تحت ضغط مزدوج: بيانات اقتصادية ضعيفة وآمال تهدئة تجارية تضعف جاذبية الملاذ الآمن

واصل الين الياباني تراجعه لليوم الثاني على التوالي، متأثرًا بمزيج من المعطيات الاقتصادية المحلية الضعيفة والتحسن في شهية المخاطرة العالمية، ما أضعف جاذبيته كملاذ آمن في الأسواق. وقد تزامن هذا التراجع مع صعود طفيف للدولار الأمريكي، الذي استمد بعض الدعم من تحسن المزاج العام في السوق وسط مؤشرات على انفتاح واشنطن على تخفيف بعض التعريفات الجمركية، لا سيما في قطاع السيارات.
وأظهرت بيانات حديثة أن الإنتاج الصناعي في اليابان سجل انكماشًا أكبر من المتوقع في مارس، بينما جاءت أرقام مبيعات التجزئة دون التقديرات، مما زاد من الضغوط على العملة اليابانية. وفي المقابل، سجل الدولار بعض المكاسب، لكن من غير المتوقع أن تتسع هذه المكاسب كثيرًا نظرًا لتباين السياسة النقدية بين الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان.
في الوقت الذي ينتظر فيه المتداولون قرار بنك اليابان يوم الخميس، تشير التوقعات إلى أن البنك سيتبنى نهجًا حذرًا في سياسته، خاصة وسط مخاوف من تأثير التعريفات الأمريكية على النمو الاقتصادي المحلي. رغم ذلك، فإن استمرار التضخم وزيادات الأجور التي قدمتها كبرى الشركات اليابانية قد يدفع البنك نحو تشديد سياسته تدريجيًا خلال الفترة المقبلة.
في المقابل، تزداد توقعات الأسواق بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض للفائدة، خاصة بعد صدور بيانات أمريكية ضعيفة في سوق العمل وثقة المستهلك. وتُظهر أداة "CME FedWatch" أن الأسواق تسعّر بالفعل احتمالًا كبيرًا لخفض الفائدة في يونيو.
من الناحية الفنية، لا يزال زوج الدولار/الين يتأرجح بين مستويات مقاومة ودعم مهمة، وسط إشارات فنية سلبية، مع مراقبة المستثمرين لتحركات ما بعد قرار بنك اليابان الذي قد يحسم الاتجاه قصير الأجل للعملة اليابانية.