الجنيه الإسترليني يتعافى أمام الدولار رغم ضغوط بيانات التضخم الأمريكية
استعاد الجنيه الإسترليني جزءًا من خسائره أمام الدولار بعد موجة بيع حادة إثر بيانات أمريكية قوية للتضخم، فيما يترقب المستثمرون مؤشرات اقتصادية واجتماعات سياسية حاسمة قد تحدد اتجاه الأسواق.

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي في تداولات الجمعة، ليصل إلى قرابة 1.3540، بعد أن تعرض لضغوط بيعية قوية في اليوم السابق جراء صعود العملة الأمريكية بدعم من بيانات التضخم على مستوى المنتجين في الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات يوليو لمؤشر أسعار المنتجين الأمريكي نموًا شهريًا قدره 0.9%، وهو الأسرع منذ ثلاث سنوات، متجاوزة التوقعات البالغة 0.2%. ويعكس هذا الارتفاع تمرير الشركات لأثر الرسوم الجمركية إلى المستهلكين، ما عزز الشكوك حول إمكانية خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. ومع ذلك، لا تزال الأسواق ترى احتمالية مرتفعة تبلغ نحو 92% لخفض الفائدة في سبتمبر، مدفوعة بتباطؤ سوق العمل وضعف التضخم في بيانات المستهلك الأخيرة.
في المملكة المتحدة، ظل الجنيه الإسترليني يتحرك بهدوء نسبي وسط ترقب بيانات التضخم لشهر يوليو، المقرر صدورها الأسبوع المقبل. وقد تلقى الاقتصاد البريطاني دعمًا محدودًا من بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، التي سجلت نموًا نسبته 0.3% متفوقة على التوقعات، لكنها أبطأ من القراءة السابقة. ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن ضعف الطلب العالمي، وزيادة محتملة في الضرائب، ومخاطر التجارة قد تكبح وتيرة النمو في الفترة المقبلة.
على الصعيد العالمي، يوجه المستثمرون أنظارهم إلى بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يوليو، والتي يتوقع أن تسجل نموًا شهريًا بنسبة 0.5%. كما تحظى القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا باهتمام واسع، إذ صرح ترامب بأنه يعتقد أن بوتين مستعد لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع احتمال عقد اجتماع إضافي مع الرئيس الأوكراني لمواصلة المحادثات.
فنيًا، يواجه الجنيه الإسترليني مقاومة قوية بالقرب من مستوى 1.3600، بينما يشكل مستوى 1.3400 دعمًا رئيسيًا، مع بقاء التوجه الصعودي قائمًا طالما استقر السعر فوق متوسطه المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.3450.