شهد مؤشر داو جونز الصناعي تقلبات حادة خلال تداولات ليلة الأربعاء، إذ دفع الإعلان عن أرباح قوية لشركة إنفيديا المستثمرين إلى العودة لأسهم التكنولوجيا، ما ساهم في دفع المؤشر إلى أعلى مستوياته الأسبوعية. إلا أن هذه المكاسب تراجعت سريعًا مع بداية جلسة ما قبل السوق، بعد أن أصدرت المحكمة الأمريكية للتجارة الدولية قرارًا يقضي بإلغاء التعريفات التجارية "المتبادلة" التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، معتبرة أنها تخطت الصلاحيات الممنوحة له بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية (IEEPA).
القرار القضائي أضاف المزيد من الغموض إلى المشهد السياسي والاقتصادي، في وقت تستعد فيه الأسواق لاحتمال استئناف عاجل من قبل إدارة ترامب أمام المحكمة العليا، التي سبق وأن أظهرت ميولًا لدعم سياسات الرئيس السابق في بعض القضايا.
من الناحية الاقتصادية، صدرت بيانات أمريكية ضعيفة يوم الخميس، زادت من الضغوط على أسواق الأسهم. فقد تراجعت مبيعات المنازل المعلقة بنسبة 6.3%، وارتفعت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 240 ألفًا، كما انكمش الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول بنسبة 0.2% على أساس سنوي، ما يعكس تباطؤًا عامًا في النشاط الاقتصادي.
كل الأنظار تتجه الآن إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي يُعد المقياس الرئيسي للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي. وتترقب الأسواق هذه البيانات لفهم مسار أسعار الفائدة المقبلة.
أما مؤشر داو جونز، فقد عاد للهبوط إلى مستوى 42,000 نقطة بعد بلوغه ذروته الليلية، ليستقر ضمن نطاق تذبذب ضيق أعلى قليلاً من متوسطه المتحرك الأسي لمدة 200 يوم بالقرب من 41,685 نقطة، في ظل حالة من الترقب والحذر الشديدين في أوساط المستثمرين.
