أسعار الفضة تتراجع مع تقلص آمال خفض الفائدة الأمريكية وتوترات الرسوم التجارية تلوح بالأفق

تراجعت أسعار الفضة بعدما أظهرت بيانات أمريكية قوية تقلص احتمالات خفض الفائدة الفيدرالية في المدى القريب، مما قلل من جاذبية المعدن الثمين غير المدِر للعوائد. ومع استمرار التوترات التجارية، قد تستعيد الفضة مكانتها كملاذ آمن وسط تصاعد التهديدات الجمركية من واشنطن.

Jul 18, 2025 - 09:38
أسعار الفضة تتراجع مع تقلص آمال خفض الفائدة الأمريكية وتوترات الرسوم التجارية تلوح بالأفق

تواجه أسعار الفضة ضغوطًا بيعية خلال تداولات الجمعة الآسيوية، حيث تتراجع بشكل طفيف بعد صعود استمر يومين، وتستقر حول مستوى 38.20 دولار للأونصة. هذا التراجع يأتي في ظل تراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما أضعف الإقبال على الأصول غير المدرة للعوائد مثل الفضة.

جاءت بيانات التجزئة الأمريكية أقوى من المتوقع، حيث سجلت المبيعات ارتفاعًا بنسبة 0.6% على أساس شهري في يونيو، متفوقة على القراءة السابقة التي أظهرت انخفاضًا، وكذلك على توقعات السوق البالغة 0.1%. وعلى أساس سنوي، ارتفعت بنسبة 3.9%، في تحسن واضح عن شهر مايو. كما أظهرت بيانات سوق العمل تحسنًا، مع انخفاض طلبات إعانة البطالة إلى 221 ألف، وهو رقم دون التوقعات.

هذه المعطيات الإيجابية عززت مواقف عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن التريث في اتخاذ أي خطوات لتيسير السياسة النقدية. فقد رأت العضو أدريانا كوغلار أن من الأفضل الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة في الوقت الحالي نظرًا لاستقرار سوق العمل واستمرار التضخم فوق الهدف المحدد. وفي السياق ذاته، اعتبرت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، أن خفض الفائدة مرتين هذا العام قد يكون مقبولًا، لكنها حذرت من المبالغة في التأجيل.

من جانبه، دعا المحافظ كريستوفر والر إلى خفض الفائدة في اجتماع يوليو المقبل، محذرًا من أن التأخر في اتخاذ القرار قد يجبر البنك لاحقًا على خطوات أكثر حدة. وبينما تتباين الآراء داخل الفيدرالي، تبقى النظرة العامة حذرة في ظل استمرار الضغوط التضخمية.

على جانب آخر، تعود الفضة تدريجيًا إلى دائرة الاهتمام كملاذ آمن، وسط أجواء تجارية عالمية مضطربة. فقد كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته إخطار أكثر من 150 دولة بفرض رسوم جمركية بنسبة 10%، مع إمكانية رفعها إلى 15–20%، دون تقديم تفاصيل نهائية. هذه الأنباء قد تُعزز من موقع الفضة كأداة تحوّط في ظل تصاعد التوترات التجارية.