أسعار الفضة تتراجع مع قوة الدولار رغم انتعاش الصناعات في الصين وأوروبا
تراجعت الفضة دون مستوى 38.50 دولار متأثرة بصعود الدولار الأمريكي بعد بيانات التضخم، بينما لقيت بعض الدعم من تحسن الإنتاج الصناعي في الصين ومنطقة اليورو الذي يعزز توقعات الطلب الصناعي على المعدن. وتظل الحركة السعرية للفضة مرتبطة بمؤشرات الاقتصاد العالمي وتقلبات شهية المخاطرة.

شهدت أسعار الفضة تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات الثلاثاء، لتنزل دون مستوى 38.50 دولار للأونصة بعدما فقدت زخمها الصعودي الذي دفعها في الجلسة السابقة لتسجيل أعلى سعر لها منذ بداية العام عند 39.13 دولار. هذا التراجع جاء في ظل عمليات جني أرباح عند المستويات المرتفعة، إلى جانب الضغوط الناتجة عن قوة الدولار الأمريكي التي تعززت عقب صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، والتي أظهرت استمرار التضخم بأعلى من مستهدف الفيدرالي، ما قلل من احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر.
وقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي الأمريكي بنسبة 2.7% سنويًا في يونيو، متوافقًا مع التوقعات، في حين زاد التضخم الأساسي إلى 2.9%، دون إجماع السوق البالغ 3%، لكنه لا يزال بعيدًا عن هدف 2%. هذا الوضع ساهم في رفع عوائد السندات الأمريكية، وعزز جاذبية الدولار أمام العملات والسلع المقومة به، مثل الفضة.
في المقابل، حدت البيانات الإيجابية الواردة من الصين ومنطقة اليورو من حدة هبوط الفضة، إذ أظهر الاقتصاد الصيني نموًا قويًا في الإنتاج الصناعي وصل إلى 6.8% سنويًا، متجاوزًا التوقعات، في إشارة إلى نشاط متزايد في قطاعات تستخدم الفضة بشكل كثيف كالصناعات الإلكترونية والطاقة الشمسية. كما حقق الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو مفاجأة إيجابية بارتفاعه بنسبة 1.7% شهريًا في مايو، متفوقًا على التقديرات ومؤكدًا عودة الزخم الصناعي بعد تراجع في أبريل.
وعلى الصعيد الفني، حافظت حركة سعر الفضة على وجودها ضمن قناة صاعدة على الأطر الزمنية القصيرة، إذ يشكل مستوى 38.00 دولار دعمًا رئيسيًا بجانب المتوسط المتحرك لـ50 فترة قرب 37.23 دولار، بينما تبقى الأنظار على المقاومة البارزة عند القمة السنوية 39.13 دولار. ويظل الاتجاه القريب للفضة مرهونًا بتطورات الدولار الأمريكي ومؤشرات التصنيع العالمية التي تحدد شهية المستثمرين نحو المعادن الصناعية.