ارتفاع اليورو أمام الدولار مع تصاعد التضخم الأوروبي وترقب بيانات الوظائف الأمريكية

سجّل زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) ارتفاعًا ملحوظًا يوم الجمعة، حيث تجاوز مستوى 1.1300، مدعومًا بتراجع طفيف في أداء الدولار قبيل صدور تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية. يأتي هذا التقدم وسط ترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية التي قد تلعب دورًا حاسمًا في توجيه السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.

في الوقت نفسه، ساهمت مؤشرات التضخم في منطقة اليورو في دعم العملة الأوروبية، حيث أظهرت بيانات "يوروستات" أن التضخم الأساسي ارتفع بنسبة 2.7٪ في أبريل، متجاوزًا التوقعات البالغة 2.5٪ وقراءة مارس البالغة 2.4٪. كما تسارع المؤشر الرئيسي إلى 2.2٪ على أساس سنوي. ووفقًا للبيانات، ارتفع التضخم الشهري بشكل ثابت بنسبة 0.6٪، بينما قفز المؤشر الأساسي بنسبة 1.0٪.

رغم هذه الزيادة، تشير التقديرات إلى أن تأثيرها على توجهات البنك المركزي الأوروبي سيظل محدودًا، وسط قلق متزايد من تباطؤ اقتصادي محتمل بفعل الرسوم الجمركية التي أعادت إدارة ترامب فرضها. وقد عبّر صناع السياسة، مثل أولي رين، عن استعدادهم للنظر في المزيد من التيسير النقدي إذا لزم الأمر، حتى لو تطلب الأمر خفض الفائدة دون المستوى المحايد.

من جهة أخرى، ازدادت شهية المخاطرة في الأسواق مع إعلان الصين عن انفتاحها على الدخول في مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة، وهو ما عزّز التفاؤل العالمي. وأكدت وزارة التجارة الصينية أنها تلقت إشارات من واشنطن تُظهر استعدادًا للحوار، فيما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يرى فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى إمكانية إبرام صفقات مع عدة دول أخرى منها كوريا الجنوبية واليابان والهند.

أما في الولايات المتحدة، فالتوقعات بشأن تقرير الوظائف تشير إلى أن الاقتصاد قد أضاف نحو 130 ألف وظيفة في أبريل، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة ببيانات مارس البالغة 228 ألف وظيفة. ويُتوقع أن يبقى معدل البطالة عند 4.2٪، مع نمو في متوسط الأجور بنسبة 0.3٪ شهريًا، و3.9٪ سنويًا. هذه الأرقام ستكون حاسمة في تحديد توجه الفيدرالي خلال اجتماعه في يونيو، حيث تقدر أداة FedWatch أن احتمالية خفض أسعار الفائدة آنذاك تبلغ نحو 58.6٪، بعد إبقائها مستقرة في مايو.

فنيًا، يُظهر زوج EUR/USD زخمًا صعوديًا مستقرًا بعد أن تعافى من أدنى مستوى في أسبوعين عند 1.1265، مستفيدًا من الدعم قرب المتوسط المتحرك لـ20 يومًا. ويتجه المتداولون الآن نحو المقاومة النفسية التالية عند 1.1500، بينما يشكل مستوى 1.1214 دعماً محورياً على المدى القريب.