ارتفاع توقعات التضخم الأمريكي يضغط على اليورو ويعزز قوة الدولار
هبط زوج اليورو/الدولار مع تعافي العملة الأمريكية بدعم من ارتفاع توقعات التضخم في الولايات المتحدة، ما عزز احتمالات تثبيت الفائدة. وفي المقابل، زادت التوقعات بخفض قريب للفائدة الأوروبية وسط تباطؤ اقتصادي واضح في منطقة اليورو.

تراجع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات الجمعة إلى قرابة 1.1150، وسط انتعاش في أداء الدولار بدفع من بيانات أمريكية عززت التوقعات بإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة. وجاء هذا التحول بعد صدور نتائج مسح ثقة المستهلك من جامعة ميشيغان وتوقعات التضخم لشهر مايو، التي أظهرت قفزة كبيرة في نظرة المستهلكين المستقبلية للأسعار.
ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات، متجاوزًا مستوى 101.00، في استجابة مباشرة لارتفاع توقعات التضخم السنوي لدى المستهلكين من 6.5% إلى 7.3%، وهي أكبر قفزة منذ شهور، ما يقلّص فرص أي خفض قريب في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
بالرغم من التراجع المفاجئ في مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي إلى 50.8، وهو الأدنى منذ يونيو 2022، فإن الأسواق تجاهلت ذلك إلى حد كبير لصالح التركيز على التضخم، الذي يعتبر المحرك الأساسي لسياسات البنك المركزي حاليًا. وتؤكد أداة CME FedWatch أن الأسواق تتوقع بنسبة تتجاوز 90% أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعي يونيو ويوليو.
وفي أوروبا، يواجه اليورو ضغوطًا إضافية بفعل تزايد التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيمضي قدمًا في تخفيض أسعار الفائدة. فقد أشار عضو المجلس التنفيذي، مارتينز كازاكس، إلى احتمال تنفيذ عدد من التخفيضات خلال هذا العام، مشددًا على ضرورة الحذر في ظل حالة عدم اليقين العالمي. واعتبر كازاكس أن اتباع سياسة تدريجية بناءً على كل اجتماع سيكون النهج الأنسب.
تضاف إلى هذه الصورة السلبية تعديلات في بيانات الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو للربع الأول، حيث تم خفض التقدير إلى نمو بنسبة 0.3% فقط، مقابل 0.4% في القراءة الأولية. في المقابل، شهدت بيانات التوظيف تحسنًا مفاجئًا، إذ ارتفعت بمعدل 0.3% خلال نفس الفترة مقارنة بـ 0.1% سابقًا، ما يعكس بعض المرونة في سوق العمل رغم التباطؤ العام.