الأسواق الأمريكية تتراجع رغم وعود الميزانية... والتعريفات الجمركية تُقلق وول ستريت
شهدت الأسهم الأمريكية تراجعاً لليوم الثاني وسط قلق متزايد من تداعيات التعريفات الجمركية، رغم تقدم الجمهوريين في المفاوضات على الميزانية وتقديم إعفاءات ضريبية. تصريحات جيمي ديمون وتحذيرات الشركات الكبرى تضيف لمزيد من التشاؤم في وول ستريت.
تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في بداية تعاملات يوم الأربعاء، مواصلة موجة الهبوط لليوم الثاني على التوالي، وسط مخاوف متصاعدة بشأن التأثير الاقتصادي للتعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب. هذا التراجع جاء رغم تحقيق اختراق تشريعي مهم من قبل الجمهوريين في مجلس النواب، حيث وافقوا على رفع سقف خصم الضرائب المحلية والولائية (SALT) إلى 40 ألف دولار، ما كان يمثل نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات الميزانية.
وسجل مؤشر داو جونز خسارة بنسبة 0.7% عند الافتتاح، فيما هبط كل من مؤشر ناسداك وS&P 500 بأكثر من نصف نقطة مئوية. ويرى مراقبون أن السوق تسعر بتفاؤل مفرط الآثار المحتملة للسياسات التجارية، إذ لم تظهر بعد التأثيرات السلبية الكاملة على الاقتصاد الكلي والشركات.
جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ JPMorgan، عبّر عن قلقه إزاء استهانة الأسواق بمخاطر التعريفات، مشيراً إلى أن حالة "الاسترخاء" قد تنقلب سريعاً بمجرد أن تبدأ الأسعار في الارتفاع ويضعف إنفاق المستهلكين. وتوقّع أن تتسبب هذه المتغيرات في تراجع بنسبة 10% في الأسواق، مع احتمال حدوث ركود لا يمكن استبعاده بالكامل.
في غضون ذلك، واجهت شركات كبرى ضغوطاً إضافية؛ حيث تراجع سهم UnitedHealth بنحو 5% بعد تقارير تفيد بتورطها في تقديم رشاوى غير قانونية لدور رعاية من أجل التأثير على قرارات علاجية. كما هوى سهم Target بأكثر من 6% عقب إعلان عن تراجع في المبيعات المماثلة بنسبة 3.8% خلال الربع الأخير.
وتزامن ذلك مع تحذيرات من بعض الشركات الكبرى مثل وول مارت وآبل ومايكروسوفت من ارتفاع وشيك في الأسعار. كما كشفت شركة Redfin عن انخفاض في أسعار المنازل خلال أبريل، وهي المرة الأولى منذ سبتمبر 2022.
تحركات مؤشر S&P 500 أظهرت إشارات فنية على التراجع، إذ بلغ مؤشر القوة النسبية RSI مستوى 70 مؤخراً، ما يدل على حالة تشبع شرائي مشابهة لتلك التي سبقت تراجعات سابقة. قد يتجه المؤشر نحو المتوسط المتحرك لمدة 50 أو 200 يوم في حال استمرار التراجع، مما يزيد من مؤشرات القلق في الأوساط الاستثمارية.
