الاسترليني يتحدى الضغوط ويخترق المقاومة مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي

شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) بداية قوية لأسبوع التداول، إذ اخترق مجددًا حاجز 1.3400، مدفوعًا بضعف الدولار الذي يعاني من استمرار تفاؤل المستثمرين رغم الأنباء السلبية. وعلى الرغم من هذا الزخم، فشل المشترون في ترسيخ مكاسبهم، وتراجعت الأسعار إلى مستويات أقرب لـ 1.3350 مع مرور الجلسة.

جاء التراجع في أداء الدولار بعد أن أقدمت وكالة "موديز" على سحب التصنيف الائتماني الأعلى (AAA) من سندات الخزانة الأمريكية، في ظل تنامي الدين العام وفشل الإدارات الأمريكية المتعاقبة في ضبط العجز. ورغم هذا التحول، تعافت الأسواق بسرعة، إلا أن الضغوط لم تختفِ تمامًا، إذ تجاوزت عوائد السندات لأجل 30 عامًا حاجز 5%، فيما حافظت عوائد السندات لعشر سنوات على مستويات تفوق 4.5%.

في هذه الأثناء، يواصل مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التصريحات التي تهدف إلى كبح التوقعات بخفض وشيك في أسعار الفائدة، مشيرين إلى أن حالة الغموض التي تفرضها السياسات التجارية الحالية تجعل من الصعب اتخاذ قرارات دقيقة بشأن السياسة النقدية.

من جهة أخرى، تتجه الأنظار إلى البيانات الاقتصادية المرتقبة هذا الأسبوع، وأبرزها تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في المملكة المتحدة، المقرر صدوره يوم الأربعاء، حيث يتوقع المحللون تسجيل زيادة على المستويين الشهري والسنوي، مع توقع ارتفاع التضخم الأساسي إلى 3.7% من 3.4%. أما في الولايات المتحدة، فتترقب الأسواق قراءة مؤشر مديري المشتريات (PMI) يوم الخميس، وسط توقعات بتراجع طفيف في قطاعات التصنيع والخدمات، نتيجة تأثر الإنفاق التجاري بالقيود الجمركية.

وعلى الرغم من المحاولات المبكرة للارتفاع، لا تزال حركة الجنيه الإسترليني تواجه مقاومة قوية عند 1.3400، وإن كانت الأسعار تحافظ على التداول فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يومًا بالقرب من مستوى 1.3100، مما يشير إلى وجود دعم فني مستمر.