البيتكوين تتماسك فوق دعم حاسم رغم الضغوط.. وعيون السوق على قرار الفيدرالي القادم

تستقر البيتكوين فوق منطقة طلب قوية بعد هبوط حاد، بينما يترقب المستثمرون خفضًا محتملًا للفائدة قد يعيد الزخم الصعودي للعملة رغم الضغوط الماكرو الاقتصادية.

Dec 2, 2025 - 17:48
البيتكوين تتماسك فوق دعم حاسم رغم الضغوط..  وعيون السوق على قرار الفيدرالي القادم

تتحرك البيتكوين فوق مستوى 87 ألف دولار خلال تداولات الثلاثاء، بعد موجة انخفاض حادة في بداية ديسمبر جاءت نتيجة ضغوط اقتصادية عالمية، أبرزها بيانات التصنيع الأمريكية الضعيفة والتوقعات بأن يرفع بنك اليابان الفائدة في اجتماعه المقبل. هذا المزيج دفع الأسواق إلى تجنب المخاطر وأثّر سلبًا على العملات الرقمية، في حين حافظت البيتكوين على تداولها فوق منطقة الطلب القوية الممتدة بين 80,600 و84,739 دولار، والتي تمثل دعامة مهمة أمام ضغوط البيع.

وجاء الضعف الأخير في الأسواق المالية عقب تراجع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي إلى 48.2، في استمرار لحالة الانكماش داخل القطاع، ما يعكس الضغط المتزايد على الشركات بعد رفع الرسوم الجمركية. وفي الوقت نفسه، يشير الاتجاه الأكثر تشددًا لبنك اليابان إلى احتمالية رفع الفائدة في 19 ديسمبر، ما يزيد تكلفة الاقتراض بالين ويضعف جاذبية تداولات المناقلة، الأمر الذي انعكس على أسواق الأسهم والعملات المشفرة معًا. ورغم هذه الرياح المعاكسة، ظل الذهب المستفيد الأكبر من حالة النفور من المخاطرة، بينما عانت البيتكوين من ارتباطها المتزايد بالأسواق التقليدية.

وزادت الضغوط السلبية في سوق المشتقات، حيث سجلت عقود البيتكوين الآجلة انخفاضًا في الفائدة المفتوحة بنسبة تفوق 2% خلال 24 ساعة، بالإضافة إلى موجة تصفية واسعة للمراكز الطويلة بلغت نحو 179 مليون دولار، وهو ما يشير إلى ضعف شهية المخاطرة لدى المتداولين. في المقابل، يبقى الأمل قائمًا في تغير الاتجاه خلال الأيام المقبلة مع اقتراب اجتماع الفيدرالي الأمريكي، حيث تسعّر الأسواق احتمالًا مرتفعًا بنحو 87% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مما قد يعيد بعض الشهية للمخاطرة ويعزز تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بالبيتكوين، والتي تستقر حاليًا عند نحو 112 مليار دولار بعد عدة أيام من التدفقات الإيجابية.

وعلى الجانب الفني، استعادت البيتكوين جزءًا من خسائرها بعد ارتداد قوي من مستوى 83,822 دولار ودفع الإغلاق اليومي فوق 86 ألف دولار، ما يشير إلى دعم ملحوظ داخل المنطقة الحرجة الواقعة بين أدنى مستويات 21 و22 نوفمبر. ومع ذلك، تبقى المخاطر قائمة، إذ يمكن أن يؤدي الإغلاق دون 80,600 دولار إلى فتح المجال للعودة نحو قاع أبريل بالقرب من 74,508 دولارات. وتُظهر المؤشرات الفنية هشاشة في الزخم، حيث يقف مؤشر القوة النسبية قرب منطقة التشبع البيعي عند 35، بينما يقترب مؤشر MACD من إشارة انعطاف هبوطية.

ولكي تستعيد البيتكوين مسارها الصاعد بثقة، تحتاج إلى تجاوز مستوى 92,800 دولار الذي شكّل حاجزًا قويًا أمام السعر الأسبوع الماضي. وإذا نجح المشترون في اختراق هذا المستوى، فقد تمتد الموجة الصعودية التالية نحو 98,200 دولار، مما يعيد العملة إلى نطاقات أعلى شوهدت سابقًا خلال يونيو.