تراجعت البيتكوين هذا الأسبوع إلى ما دون مستوى 116,000 دولار، مما أثار مخاوف من امتداد موجة التصحيح الفني بعد مرحلة من الاستقرار امتدت لأكثر من عشرة أيام. وتزامن هذا التراجع مع تسجيل صناديق الاستثمار المتداولة بالبيتكوين في الولايات المتحدة تدفقات خارجة بلغت نحو 58.64 مليون دولار حتى يوم الخميس، وهو أول تراجع أسبوعي بعد ستة أسابيع متتالية من التدفقات الإيجابية.
البيانات تشير أيضًا إلى ارتفاع ملحوظ في إجمالي الفائدة المفتوحة لعقود البيتكوين في البورصات، ما يعزز احتمال دخول مراكز بيع جديدة في السوق، وهو أمر قد يفاقم من وتيرة التراجع إذا استمرت الأسعار في الانخفاض.
على الصعيد السياسي والاقتصادي، لا تزال الأصول الرقمية تحت تأثير البيئة المالية العالمية؛ فمع بقاء التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لن يُقدم على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، تزداد الضغوط على البيتكوين. كما أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكي مرونة كبيرة، مما يعزز موقف الفيدرالي المتشدد.
في المقابل، تسهم الآمال باتفاق تجاري وشيك بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في دعم أصول المخاطرة، لكن حتى الآن لم تظهر إشارات حقيقية على انتعاش ملموس في السوق.
من الناحية الفنية، تُظهر المؤشرات ضعفًا واضحًا في الزخم الصعودي، مع تراجع مؤشر القوة النسبية (RSI) من مناطق التشبع الشرائي، إلى جانب تقاطع هبوطي على مؤشر MACD، مما يعزز إشارات البيع. إذا استمر السعر دون مستوى 116,000 دولار، فقد تمتد التراجعات نحو 111,410 دولار، وهو المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، وربما يعيد اختبار القمة السابقة عند 111,980 دولار. أما في حال عودة الصعود، فإن تجاوز 120,000 دولار قد يعيد المسار نحو القمة التاريخية الأخيرة عند 123,218 دولار.
