البيتكوين يتراجع بعد قفزة خاطفة: ضغوط بيع ومسح 600 مليون دولار من السوق

تراجع البيتكوين بشكل حاد إلى 103 ألف دولار بعد صعود خاطف تجاوزه 107 آلاف، وسط ضغوط بيع وجني أرباح أدت إلى تصفية مئات الملايين من المشتقات.

May 19, 2025 - 18:24
البيتكوين يتراجع بعد قفزة خاطفة: ضغوط بيع ومسح 600 مليون دولار من السوق

شهدت عملة البيتكوين تقلبات حادة مع بداية الأسبوع، حيث تراجعت بشكل مفاجئ بعد أن سجلت أعلى مستوياتها خلال أربعة أشهر. ففي وقت مبكر من الاثنين، ارتفعت العملة الرقمية الأكبر عالميًا إلى ما يزيد عن 107,000 دولار، لكنها عادت سريعًا لتنخفض إلى حوالي 103,200 دولار، بخسارة بلغت نحو 1.4%.

هذا التراجع المفاجئ جاء بعد صعود خاطف يوم الأحد بلغت خلاله المكاسب أكثر من 2,500 دولار في أقل من ساعة، مدفوعًا على الأرجح بانخفاض السيولة في عطلة نهاية الأسبوع وعمليات شراء آلية عند نقاط دعم فنية. ولكن ما تبع ذلك كان موجة من جني الأرباح وعمليات وقف الخسارة، أدت إلى تصفية أكثر من 600 مليون دولار من مراكز المشتقات المرتبطة بالعملات الرقمية منذ مساء الأحد.

وكان البيتكوين قد اقترب من اختراق أعلى مستوى تاريخي له، المسجل عند 109,228 دولار، مدعومًا بموجة ارتفاع تجاوزت 11% خلال مايو. هذا الارتفاع يعود لعدة عوامل، أبرزها تحسن المزاج العام في الأسواق بشأن إمكانية تخفيف حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى قراءات التضخم الأمريكية الضعيفة التي عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي لاحقًا هذا العام.

تراجع التضخم واحتمال خفض الفائدة عادة ما يضعف الدولار الأمريكي، ما يجعل الأصول الرقمية مثل البيتكوين خيارًا مغريًا للمستثمرين. وقد ساهمت كذلك الاستثمارات المؤسسية في دعم الزخم، حيث أعلنت شركة "ستراتيجي إنك" عن شراء أكثر من 13 ألف بيتكوين بقيمة تفوق 1.3 مليار دولار، ما يعكس تحولًا في نظرة الشركات نحو البيتكوين كأصل استراتيجي.

في سياق موازٍ، شهدت البيئة التنظيمية تحسنًا نسبيًا، مع خطوات إيجابية من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، التي يرأسها بول أتكينز، مما عزز من ثقة السوق. كما ساهم دخول "كوين بيز" إلى مؤشر S&P 500 في دعم مكانة العملات الرقمية داخل النظام المالي التقليدي.

اللافت أن تقلبات البيتكوين لم تأتِ فقط نتيجة لعوامل السوق المعتادة، بل أيضًا بسبب تزايد القلق من حالة الاقتصاد الكلي، لاسيما بعد خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما دفع بعض المستثمرين للبحث عن أصول بديلة لحماية رؤوس أموالهم.