البيتكوين يتراجع دون 110 ألف دولار مع تصاعد الضغوط الكلية وتراجع الثقة المؤسسية
انخفضت البيتكوين إلى ما دون 110 ألف دولار هذا الأسبوع مع تزايد التشدد النقدي من الفيدرالي وتراجع شهية المخاطرة، في ظل خروج أكثر من 600 مليون دولار من صناديق الاستثمار الفورية بالولايات المتحدة.
شهدت البيتكوين (BTC) أسبوعًا صعبًا إذ واصلت تراجعها لتتداول دون مستوى 110,000 دولار يوم الجمعة، متأثرةً بتصاعد الضغوط الاقتصادية الكلية والمناخ العام الحذر تجاه الأصول عالية المخاطر. جاءت هذه الخسائر بعد انخفاض يقارب 5% منذ بداية الأسبوع، مدفوعةً بتشدد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتراجع الثقة المؤسسية في السوق.
أشارت بيانات SoSoValue إلى تسجيل تدفقات خارجة قدرها 607.35 مليون دولار من صناديق الاستثمار الفورية للبيتكوين المدرجة في الولايات المتحدة خلال الأسبوع، في إشارة إلى ضعف الطلب المؤسسي بعد موجة دخول قوية في الأسبوع السابق. ويُخشى أن يؤدي استمرار هذه الموجة إلى مزيد من الضغوط على الأسعار خلال الأيام المقبلة.
جاءت هذه التطورات بعد أن أكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن خفض الفائدة في ديسمبر "ليس مضمونًا"، رغم خطوة الخفض بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، ما عزز قوة الدولار الأمريكي ودفع الأصول عالية المخاطر، بما فيها العملات المشفرة، نحو التراجع. كما ساهمت حالة الجمود السياسي في واشنطن واستمرار إغلاق الحكومة في الأسبوع الرابع في زيادة حالة الحذر لدى المستثمرين.
وسجلت الأسواق عمليات تصفية واسعة النطاق لتجار البيتكوين تجاوزت 843 مليون دولار، منها أكثر من 680 مليون دولار لمراكز شراء، وفق بيانات Coinglass، مما يعكس اتساع نطاق البيع الإجباري في السوق. في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الخوف والجشع إلى مستوى 29، وهو أدنى مستوياته منذ منتصف أكتوبر، ما يعكس تصاعد المخاوف.
أما على صعيد التطورات الإيجابية، فقد أعلنت شركة JPYC Inc. في اليابان إطلاق أول عملة مستقرة مقومة بالين، وهي خطوة تعزز استخدام العملات الرقمية في الأسواق الآسيوية. كما واصلت بعض الشركات الكبرى مثل Strategy وMetaPlanet وStrive زيادة حيازاتها من البيتكوين، في إشارة إلى استمرار الثقة المؤسسية على المدى الطويل رغم الضغوط الحالية.
من الناحية الفنية، يواجه السعر مقاومة قوية عند مستوى 115,000 دولار بعد فشله في اختراقه مطلع الأسبوع. وفي حال كسر الدعم عند 106,450 دولارًا، قد يمتد الهبوط إلى 102,000 دولار، بينما يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) عند مستوى 45 إلى أن الزخم الهبوطي ما زال مهيمنًا. ومع ذلك، فإن ثبات السعر فوق هذا المستوى قد يفتح الباب أمام ارتداد نحو المتوسط المتحرك لـ50 يومًا قرب 112,900 دولار.