البيتكوين يتراجع وسط عواصف الجغرافيا السياسية ومخاوف الأسواق العالمية
تراجعت أسعار البيتكوين إلى ما دون 108,000 دولار بفعل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وعودة التهديدات التجارية من ترامب، مما زاد من مخاوف المستثمرين. ومع ذلك، لا يزال الطلب المؤسسي قويًا، مع تدفقات استثمارية كبيرة تشير إلى ثقة طويلة الأمد بالعملة الرقمية.

شهدت العملة الرقمية الأكبر، البيتكوين (BTC)، تراجعًا ملحوظًا يوم الخميس، حيث انخفض سعرها إلى ما دون حاجز 108,000 دولار، مستأنفة بذلك الهبوط الذي بدأ في اليوم السابق. يأتي هذا التراجع في ظل توترات جيوسياسية متصاعدة، إذ تفيد تقارير بأن إسرائيل قد تكون بصدد تنفيذ عملية عسكرية وشيكة ضد إيران، ما أدى إلى حالة من الحذر بين المستثمرين وتوجه نحو الأصول الآمنة.
الأجواء المضطربة في الشرق الأوسط ساهمت في زيادة النفور من المخاطرة، ودعمت ارتفاع أسعار الذهب الذي وصل إلى 3,386 دولار للأونصة خلال الجلسة الآسيوية، فيما سجل النفط أعلى مستوياته منذ مارس عند 69 دولارًا للبرميل. كما تصاعدت حدة الصراع الروسي الأوكراني، حيث نفذت روسيا سلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة على مدينة خاركيف، مما زاد من حالة عدم الاستقرار العالمي.
في موازاة هذه التطورات، عادت المخاوف التجارية لتطفو على السطح بعد أن أعلن دونالد ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية أحادية الجانب، مع مهلة نهائية لإبلاغ الشركاء التجاريين بحلول 9 يوليو. هذه التصريحات بددت التفاؤل الذي ساد عقب محادثات تجارية إيجابية بين واشنطن وبكين في لندن، وأثارت حالة من الترقب في الأسواق.
رغم هذا المناخ المتشائم، أظهرت المؤسسات والشركات العامة اهتمامًا متزايدًا بالبيتكوين كأصل استثماري طويل الأجل. شركة ميركوريتي فينتك هولدينغ أعلنت عن خطة لجمع 800 مليون دولار لإنشاء احتياطي بيتكوين، بينما كشفت شركة غيم ستوب عن نيتها جمع 1.75 مليار دولار من خلال إصدار سندات قابلة للتحويل، تزامنًا مع زيادة حيازتها من البيتكوين إلى 4,710 وحدة خلال مايو ويونيو.
الطلب المؤسسي على البيتكوين لم يتراجع، بل أظهر قوة ملحوظة خلال هذا الأسبوع، إذ سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين الفوري تدفقات صافية بنحو 164.57 مليون دولار يوم الأربعاء، في ثالث يوم على التوالي من التدفقات الإيجابية، بحسب بيانات منصة SoSoValue.
فنيًا، يبدو أن البيتكوين يفقد بعضًا من زخمه الصعودي. فقد فشل في إعادة اختبار قمته التاريخية عند 111,980 دولار، واستمر بالتداول تحت 108,000 دولار. في حال استمر الهبوط، قد يختبر مستويات دعم عند 106,406 دولار، وإذا كُسر هذا المستوى، فقد يمتد التراجع نحو المتوسط المتحرك الأسي لمدة 50 يومًا عند 102,471 دولار.
من ناحية مؤشرات الزخم، يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) قراءة عند 54 ويتجه نزولًا نحو المستوى الحيادي 50، مما يشير إلى ضعف الزخم الصاعد. كما أن تقاطع خطوط مؤشر MACD يبرز حالة من التردد في السوق، وفي حال تحوّل هذا التقاطع إلى سلبي، فقد يعزز من الاتجاه الهبوطي على المدى القصير.
مع ذلك، إذا تمكنت البيتكوين من استعادة قوتها، فإن الطريق يبقى مفتوحًا لإعادة اختبار قمتها المسجلة في 22 مايو عند 111,980 دولار، مما يعيد إحياء التوقعات الصعودية في الأفق القريب.