البيتكوين يتمسك بقاع محلي محتمل مع تعافي المؤشرات وانحسار ضغط البيع المؤسسي

شهدت عملة البيتكوين استقرارًا لافتًا قرب مستوى 91 ألف دولار خلال تعاملات الجمعة، بعدما حققت ارتفاعًا يتجاوز 5% منذ بداية الأسبوع. ويأتي هذا الأداء وسط إشارات متزايدة من بيانات السوق بأن العملة قد تكون بصدد تكوين قاع محلي، خصوصًا مع انحسار موجة البيع من جانب المؤسسات المالية وتحسن الطلب من مجموعات محددة من المستثمرين الكبار.

أظهرت البيانات الخاصة بصناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين في الولايات المتحدة تباطؤًا ملحوظًا في وتيرة التدفقات الخارجة هذا الأسبوع، حيث لم تتجاوز 1.32 مليون دولار حتى منتصفه، وهو أقل بكثير من الأسابيع الماضية. ويُنظر إلى هذا التراجع في عمليات التخارج كعامل يقلل الضغط البيعي ويدعم احتمالات استمرار موجة التعافي الحالية.

وعلى صعيد آخر، برزت مؤشرات إضافية على السلسلة تُظهر عودة مجموعات من الحيتان المتوسطة إلى التراكم، في حين بقيت الحيتان الأكبر حجمًا في نمط توزيع يحد من القوة الصعودية الكلية. وعلى الرغم من أن هذه الإشارات المتباينة لا تؤكد تحول الاتجاه بشكل كامل، إلا أنها تعطي دعمًا أوّليًا لاحتمال تشكل قاع سعري جديد.

استفادت البيتكوين كذلك من تحسن معنويات السوق العالمية، مدعومة بتوقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة قريبًا. كما انعكس تخفيف حدّة التوترات بين روسيا وأوكرانيا إيجابًا على شهية المخاطرة، ما وفّر دفعة إضافية للأصول الرقمية.

فنيًا، وجد السعر دعمًا مهمًا عند المتوسط المتحرك الأسي لـ100 أسبوع، ما ساعده على الارتداد نحو مستويات أعلى. ويتجه البيتكوين حاليًا لاختبار المتوسط المتحرك لـ50 أسبوعًا قرب 100 ألف دولار إذا استمر الزخم الإيجابي. وتدعم المؤشرات الفنية — مثل تحسن مؤشر القوة النسبية وتحول مؤشر MACD إلى إشارة صعودية — هذا السيناريو، بينما يبقى مستوى 85 ألف دولار منطقة دعم حاسمة في حال عادت الضغوط البيعية.

وبشكل عام، يتراوح موقف السوق بين إشارات انتعاش جزئية ومؤشرات حذرة من كبار المستثمرين، ما يجعل حركة البيتكوين خلال الأسابيع المقبلة رهينة بتغيرات السيولة المؤسسية وسلوك الحيتان الأكبر حجمًا، إلى جانب التطورات الاقتصادية العالمية.