الجنيه الإسترليني على مفترق طرق: ترقب حذر قبل كلمة الحسم من الفيدرالي الأمريكي
توقف صعود الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي بالقرب من 1.3450، في ظل تراجع الزخم وارتفاع حالة الترقب قبيل قرار الفيدرالي. ومع استمرار الضغوط التضخمية المستقرة في بريطانيا، تتجه أنظار الأسواق نحو بيان السياسة النقدية الأمريكية بحثًا عن إشارات مستقبلية.

شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي استقرارًا في حركته التصحيحية خلال تعاملات الأربعاء، حيث توقف الارتفاع بالقرب من مستوى 1.3450، بعد محاولات فاشلة للابتعاد عن أدنى مستوياته الأخيرة قرب 1.3400. يأتي هذا التوقف مع حالة من الترقب الشديد في الأسواق قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية، وهو ما دفع المستثمرين إلى تجنب اتخاذ رهانات كبرى على اتجاه الدولار.
أظهرت بيانات التضخم في المملكة المتحدة لشهر مايو أن أسعار المستهلكين حافظت على استقرار نسبي، حيث تراجع المعدل الشهري إلى 0.2% مقارنة بـ1.2% في أبريل، بينما انخفض المعدل السنوي من 3.5% إلى 3.4%، وهو ما توافق مع توقعات الأسواق. كذلك، تراجع معدل التضخم الأساسي إلى 3.5%، متفوقًا بشكل طفيف على التقديرات التي أشارت إلى 3.6%.
في المقابل، تبقى الأجواء الجيوسياسية مشحونة، خصوصًا مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، ما أضعف شهية المستثمرين للمخاطر. التهديدات المتبادلة بين الطرفين ساهمت في تعزيز المخاوف من اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وفي ظل هذه الخلفية، يترقب المشاركون في الأسواق ما سيصدر عن الفيدرالي الأمريكي لاحقًا اليوم، وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. غير أن التحديثات على التوقعات الاقتصادية، وخاصة ما يتعلق بالنمو والتضخم ومسار أسعار الفائدة للفترة القادمة، ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد اتجاه الدولار. الجدير بالذكر أن التوقعات السابقة للنمو خلال 2025 تم خفضها إلى 1.7%، في حين خُفّضت توقعات التضخم إلى 2.5%، ما يترك المجال مفتوحًا أمام الفيدرالي لتقديم إشارات مهمة بشأن توقيت خفض الفائدة.