الجنيه الإسترليني يتراجع أمام الدولار وسط إشارات ركود أمريكي وتضخم مستقر

Apr 30, 2025 - 20:48
الجنيه الإسترليني يتراجع أمام الدولار وسط إشارات ركود أمريكي وتضخم مستقر

سجل زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي خسائر ملحوظة، متأثرًا بالبيانات الاقتصادية الأخيرة من الولايات المتحدة التي أظهرت انكماشًا غير متوقع في الناتج المحلي الإجمالي، ما زاد من قلق الأسواق بشأن الدخول في حالة من الركود التضخمي.

بحلول منتصف الأسبوع، تراجع الزوج إلى مستوى 1.3331، بانخفاض قدره 0.51٪، في ظل تصاعد الطلب على الدولار كملاذ آمن وسط تباطؤ النمو الأمريكي. فقد أظهرت الأرقام الرسمية أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بنسبة 0.3٪ في الربع الأول من عام 2025، في حين كانت التوقعات تشير إلى نمو متواضع. يأتي هذا بعد تسجيل نمو قوي نسبته 2.4٪ في الربع الأخير من عام 2024.

في المقابل، تسارعت وتيرة التضخم، حيث ارتفع مؤشر الأسعار في نفس الفترة بنسبة 3.7٪، مما يبرز استمرار الضغوط التضخمية. ووفقًا لمكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي، ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي – المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي كمقياس للتضخم – إلى 2.6٪ في مارس، وهو ما يتماشى مع التوقعات، لكنه لا يزال أعلى من المستوى المستهدف.

وفي سوق العمل، جاءت بيانات التوظيف من القطاع الخاص مخيبة للآمال، حيث أظهرت بيانات ADP أن الشركات الأمريكية أضافت 62 ألف وظيفة فقط، أي أقل بكثير من المتوقع. ومع استمرار هذه المؤشرات السلبية، يزداد تركيز المستثمرين على البيانات القادمة مثل تقرير الوظائف غير الزراعية ومؤشر مديري المشتريات الصناعي، والتي قد تؤثر في توجهات السياسة النقدية للفيدرالي.

وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، تترقب الأسواق نتائج المفاوضات التجارية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وسط آمال بتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات البريطانية.

من الناحية الفنية، يتحرك زوج الجنيه الإسترليني/الدولار ضمن نطاق محدود بين 1.3300 و1.3400 خلال الأيام الأخيرة، مع ظهور إشارات على تزايد ضغط البيع. وعلى الرغم من ميل مؤشر القوة النسبية (RSI) للصعود، إلا أن كسره لمستوى دعم سابق يشير إلى بداية تحول في الزخم.

إذا فشل الزوج في الثبات فوق المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 1.3316، فقد يواصل التراجع نحو 1.3200، يليه الدعم الفني عند المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 1.2978. أما إذا استطاع المشترون الدفع بالسعر فوق مستوى 1.3400، فقد يتم إعادة اختبار القمة السنوية المسجلة عند 1.3443.

ورغم أن الجنيه أنهى أبريل على ارتفاع بنحو 3.8٪، إلا أن الضغوط القادمة من البيانات الأمريكية قد تفرض عليه تحديات إضافية خلال الأيام المقبلة.