الجنيه الإسترليني يتراجع بقوة بعد هبوط التضخم البريطاني وترقب المتداولين لإشارات الفيدرالي
يتعرض الجنيه الإسترليني لضغوط بيعية واسعة بعد تراجع التضخم البريطاني كما هو متوقع، بينما ينتظر المستثمرون محضر الفيدرالي وبيانات الوظائف الأميركية لتحديد اتجاه الأسواق.
شهد الجنيه الإسترليني هبوطًا ملحوظًا أمام معظم العملات الرئيسية يوم الأربعاء، عقب صدور تقرير التضخم البريطاني لشهر أكتوبر، والذي أظهر تباطؤًا في وتيرة ارتفاع الأسعار. ووفقًا لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنية، تراجع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي إلى 3.6% مقارنة بـ3.8% في سبتمبر، بينما تباطأ التضخم الأساسي إلى 3.4%، وهو ما جاء متوافقًا مع توقعات المحللين.
تراجع تضخم الخدمات يعزز توقعات خفض الفائدة
كما كشفت الأرقام عن انخفاض التضخم في قطاع الخدمات إلى 4.5% من 4.7%، وهو ما يعطي بنك إنجلترا مساحة أوسع لبحث خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع ديسمبر. وتزايدت التوقعات بخطوة تيسيرية بعد بيانات سوق العمل الأخيرة التي أظهرت علامات ضعف واضحة.
وفي تعليق لها، صرحت عضوة لجنة السياسة النقدية سواتي دينجرا بأن التضخم في قطاع الخدمات مرشح لمزيد من الانخفاض، مؤكدة ضرورة العودة إلى مستوى فائدة "محايد" قريبًا، أي دون قيود أو تحفيز للاقتصاد.
ترقب الأسواق لبيانات أميركية مؤثرة
على صعيد التداول، تحرك زوج الجنيه/الدولار بالقرب من مستوى 1.3150 مع تقلبات واضحة فور صدور بيانات التضخم، بينما بقي الدولار الأميركي مستقرًا قرب أعلى مستوى له هذا الأسبوع وسط انتظار المتعاملين لبيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية.
ويتوقع الاقتصاديون إضافة 50 ألف وظيفة في تقرير سبتمبر، مع بقاء البطالة عند 4.3% واستمرار نمو الأجور بوتيرة شهرية 0.3%. وتعد هذه الأرقام محورية لتحديد مسار الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.
كما أشار عضو الفيدرالي كريستوفر والر إلى تباطؤ واضح في نشاط التوظيف، مؤكدًا أن الشركات تمول استثمارات الذكاء الاصطناعي من خلال تقليص التعيينات، وهو ما يدعم توجهًا لخفض الفائدة.
وتُظهر مؤشرات الأسواق انخفاض توقعات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى نحو 49%، بعد أن كانت قرابة 67% قبل أسبوع واحد فقط.
التحليل الفني للجنيه الإسترليني
من الناحية الفنية، يتحرك زوج GBP/USD في نطاق عرضي حول 1.3150، بينما يستقر أدنى المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم عند 1.3264، وهو ما يحافظ على النظرة السلبية للزوج. وإذا تراجع مؤشر القوة النسبية دون مستوى 40 فقد تتجدد الضغوط البيعية. ويظهر دعم قوي قرب مستوى 1.2700، بينما يشكل مستوى 1.3370 مقاومة محورية على المدى القريب.