الجنيه الإسترليني يتراجع بهدوء أمام الدولار وسط ترقب بيانات أمريكية وتوقعات خفض الفائدة في بريطانيا

شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا طفيفًا مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات الثلاثاء في السوق الأوروبية، حيث انخفض دون مستوى 1.3400 بعد أن لامس في وقت سابق ذروة لم يبلغها منذ ثلاث سنوات عند 1.3445. ويأتي هذا التراجع في ظل استقرار الدولار بانتظار بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة، أبرزها تقرير فرص العمل (JOLTS) لشهر مارس.

من المتوقع أن يكشف التقرير عن تراجع طفيف في عدد الوظائف المتاحة إلى 7.5 مليون، مقارنة بـ7.56 مليون في فبراير، ما قد يترك تأثيرًا محدودًا على توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، خاصة وسط ترقب بيانات أكثر حساسية مثل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي والناتج المحلي الإجمالي.

في المملكة المتحدة، يتزايد اعتقاد المستثمرين بأن بنك إنجلترا قد يتجه لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في مايو، نتيجة تباطؤ وتيرة التضخم المحلي وتنامي التحديات العالمية.

تحذيرات من حرب تجارية “مُخففة للتضخم”

وفي سياق ذي صلة، أثارت تصريحات ميغان غرين، عضوة لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، جدلاً بعد أن وصفت السياسات الحمائية الأمريكية بأنها ذات تأثير “مُخفف للتضخم” على الاقتصاد البريطاني، مشيرة إلى أن الشركات الأجنبية - خاصة الصينية - قد تضطر لتخفيض أسعار منتجاتها في الأسواق العالمية نتيجة التعريفات الجمركية الأمريكية.

كما أعربت غرين عن قلقها من ضعف الإنتاجية المحلية ومخاطر محتملة على سوق العمل بسبب ارتفاع تكاليف الضمان الاجتماعي على الشركات البريطانية.

نظرة فنية: هبوط محدود ضمن اتجاه صعودي

رغم التراجع الأخير، تبقى التوقعات الفنية للجنيه الإسترليني مقابل الدولار إيجابية نسبيًا. المؤشرات المتحركة تواصل الإشارة إلى زخم صعودي، فيما يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) بوادر استقرار قرب مستوى 60.00.

تقنيًا، قد يشكل المستوى 1.3600 حاجز مقاومة رئيسي في حال عودة الزوج للارتفاع، بينما يظل مستوى 1.3200 دعامة أساسية في حال امتد التصحيح الهبوطي.