الجنيه الإسترليني يتراجع قرب أدنى مستوياته في شهرين مع تحوّل الأنظار لتقرير الوظائف الأمريكي وقرار بنك إنجلترا
الجنيه الإسترليني يقترب من أدنى مستوياته في أكثر من شهرين مقابل الدولار الأمريكي، مع ترقب الأسواق لمصير الفائدة البريطانية وبيانات التوظيف الأمريكية التي قد تعيد خلط أوراق السياسة النقدية.

تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي إلى مستويات لم يشهدها منذ أكثر من عشرة أسابيع، ليلامس منطقة 1.3160 خلال تعاملات يوم الجمعة، وسط ارتفاع متواصل للدولار الأمريكي في ظل تراجع التوقعات بشأن خفض وشيك للفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. في المقابل، يتجه بنك إنجلترا إلى خفض محتمل لسعر الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع المقبل، ما يزيد الضغط على العملة البريطانية.
ويتداول مؤشر الدولار الأمريكي حاليًا عند أعلى مستوى له منذ شهرين، مدعومًا ببيانات اقتصادية أمريكية قوية، أبرزها نمو الناتج المحلي الإجمالي وتثبيت التضخم الأساسي، إلى جانب تصريحات حذرة من رئيس الفيدرالي جيروم باول الذي أشار إلى عدم وجود استعجال لتغيير السياسة النقدية.
وتراجعت احتمالات خفض الفائدة الأمريكية في سبتمبر إلى نحو 39% فقط، مقارنة بأكثر من 58% قبل أسبوع، وفق أداة FedWatch.
من جهة أخرى، يترقب المستثمرون إعلان تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية لشهر يوليو، وسط توقعات بإضافة 110 آلاف وظيفة وارتفاع معدل البطالة إلى 4.2%. كما يراقب السوق قراءة مؤشر مديري المشتريات الصناعي الأمريكي المتوقع أن يسجل 49.5، ما يشير إلى استمرار التباطؤ في النشاط الصناعي.
وعلى صعيد المملكة المتحدة، من المرجح أن يخفض بنك إنجلترا سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4%، لكن التوقعات تشير إلى أن هذا الخفض قد يكون الوحيد على المدى القريب، في ظل استمرار معدلات التضخم فوق المستويات المستهدفة حتى عام 2026. وقد أظهرت بيانات يونيو أن التضخم البريطاني بلغ 3.6%، متجاوزًا التوقعات.
فنيًا، يُظهر زوج الإسترليني/الدولار إشارات ضعف، إذ كسر الزوج مستوى دعم فني مهم مع تراجع مؤشر القوة النسبية إلى ما دون 40، مما يشير إلى استمرار الزخم الهبوطي، مع احتمالية اختبار دعم 1.3140، بينما تمثل منطقة 1.3385 مقاومة قوية في حال حصول ارتداد.