الجنيه الإسترليني يتراجع قرب 1.34 وسط ترقب الأسواق لخطاب باول

تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى في أسبوعين قرب 1.34 أمام الدولار، بينما تترقب الأسواق خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لمعرفة توجهات السياسة النقدية المقبلة.

Aug 22, 2025 - 14:08
الجنيه الإسترليني يتراجع قرب 1.34 وسط ترقب الأسواق لخطاب باول

شهد الجنيه الإسترليني ضغوطًا قوية خلال تداولات الجمعة في السوق الأوروبية، حيث انخفض زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي إلى مستوى 1.3400، وهو أدنى مستوى له في أسبوعين، مستكملاً موجة خسائر استمرت لخمسة أيام متتالية. جاء ذلك بالتزامن مع استمرار تفوق العملة الأمريكية، مدعومًا بتراجع الرهانات على قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب بشهر سبتمبر.

مؤشر الدولار الأمريكي ارتفع بدوره إلى أعلى مستوى في عشرة أيام عند 98.80، مدعومًا ببيانات أداة CME FedWatch التي أظهرت انخفاض احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 73.3% مقارنة بـ 85.4% قبل أسبوع فقط. وتأتي هذه المستجدات قبل الكلمة المرتقبة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، حيث يتوقع أن يكرر موقفه الحذر بشأن تعديل السياسة النقدية حتى تتضح آثار الرسوم الجمركية على التضخم والنمو الاقتصادي.

تصريحات أعضاء الفيدرالي عززت هذا الاتجاه، إذ أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي جيفري شميد أن التضخم ما زال بعيدًا عن هدف 2%، مشيرًا إلى أن نسبته أقرب إلى 3%، وهو ما يستبعد الحاجة إلى خفض عاجل للفائدة.

على الجانب البريطاني، جاءت بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر أغسطس أكثر إيجابية من المتوقع، حيث ارتفع المؤشر المركب إلى 53.0 بفضل النشاط القوي في قطاع الخدمات. كما سجلت الأعمال الجديدة نموًا للمرة الأولى منذ يوليو. ومع ذلك، ما زالت تحديات سوق العمل وارتفاع الأسعار الناتج عن تكاليف التأمين الوطني تشكل ضغوطًا أمام بنك إنجلترا، الذي خفّض مؤخرًا سعر الفائدة إلى 4% بأغلبية ضئيلة، وأكد على تبني نهج تدريجي في التيسير النقدي.

على الصعيد الدولي، ازدادت حالة التوتر الجيوسياسي بعد تصعيد روسي جديد في أوكرانيا، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة مساعيها لجر الطرفين إلى مفاوضات سلام، وهو ما أضاف مزيدًا من الضبابية للأسواق.

من الناحية الفنية، تراجع الجنيه الإسترليني دون المتوسط المتحرك الأسي لـ 20 يومًا قرب 1.3450، فيما اقترب مؤشر القوة النسبية من مستوى 40، ما قد يفتح المجال لمزيد من التراجع إذا كسر هذا الحاجز. ويُنظر إلى مستوى 1.3400 كدعم رئيسي، بينما تبقى المقاومة البارزة عند 1.3790.