الجنيه الإسترليني يتراجع وسط نذر حرب في الشرق الأوسط وتوقعات بتثبيت أسعار الفائدة
شهد الجنيه الإسترليني تراجعًا ملحوظًا نتيجة تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، مما عزز توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة. ومع ترقّب قرارات الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا الأسبوع المقبل، يسود الحذر الأسواق وسط بيانات اقتصادية ضعيفة من المملكة المتحدة.

تراجع الجنيه الإسترليني بشكل ملحوظ أمام معظم العملات الرئيسية خلال تداولات الجمعة، متأثرًا بالأحداث الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، حيث شنّت إسرائيل هجمات على مواقع استراتيجية في إيران، شملت منشآت نووية وقواعد عسكرية. وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء عملية عسكرية تحت اسم "الأسد الصاعد"، بهدف منع إيران من تطوير رؤوس نووية، فيما أيّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الخطوة، مؤكدًا أن امتلاك إيران لسلاح نووي "أمر غير مقبول".
التصعيد في المنطقة دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، الذي ارتفع مؤشره بنسبة 0.45% ليصل إلى نحو 98.30، متعافيًا من أدنى مستوى له في ثلاث سنوات.
وفي هذه الأثناء، يواجه الجنيه الإسترليني ضغوطًا إضافية بسبب ترقب الأسواق لقرارات السياسة النقدية لكل من بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، حيث يُتوقع أن تُبقي المؤسستان على أسعار الفائدة دون تغيير. ومع ذلك، هناك مؤشرات على أن بنك إنجلترا قد يراجع نهجه "التدريجي والحذر" في ضوء تراجع الأداء الاقتصادي المحلي.
وأظهرت البيانات الأخيرة الصادرة من المملكة المتحدة ارتفاع معدل البطالة إلى 4.6% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو أعلى مستوى منذ منتصف 2021، مع تباطؤ في وتيرة التوظيف. كما سجل الاقتصاد انكماشًا بنسبة 0.3% في أبريل، وسط تراجع حاد في إنتاج المصانع. ويأتي هذا في ظل زيادة أعباء أصحاب الأعمال بعد رفع مساهماتهم في التأمين الوطني.
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو في بريطانيا، والتي ستصدر الأربعاء، قبل يوم واحد من قرار بنك إنجلترا. أما في الولايات المتحدة، فينتظر المستثمرون نتائج اجتماع الفيدرالي، حيث تشير التوقعات إلى تثبيت أسعار الفائدة، مع احتمال إجراء خفض بحلول سبتمبر، بحسب أداة "CME FedWatch".
من الناحية الفنية، فقد الجنيه زخمه الصعودي بعد أن وصل إلى 1.3630 أمام الدولار الأمريكي، ليتراجع لاحقًا إلى نحو 1.3530. رغم هذا التراجع، ما زال الزوج يحافظ على دعم فني فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.3490. وإذا استعاد مؤشر القوة النسبية RSI مستوى 60، فقد يعود الاتجاه الصعودي إلى الواجهة، في حين يمثل مستوى 1.3434 نقطة دعم مهمة في حال استمرت الضغوط البيعية.