الجنيه الإسترليني يتعافى أمام الدولار وسط آمال تهدئة تجارية، لكنه يترنح أمام باقي العملات

حقق الجنيه الإسترليني مكاسب أمام الدولار الأمريكي مدعومًا بآمال تهدئة النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، لكن الضغوط لا تزال قائمة وسط توقعات قوية بخفض بنك إنجلترا للفائدة. في المقابل، يترقب المستثمرون تقرير الوظائف الأمريكية الذي قد يحسم توجهات الاحتياطي الفيدرالي.

May 2, 2025 - 14:43
الجنيه الإسترليني يتعافى أمام الدولار وسط آمال تهدئة تجارية، لكنه يترنح أمام باقي العملات

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي يوم الجمعة، مستفيدًا من حالة التفاؤل التي سادت الأسواق العالمية على خلفية إشارات إيجابية من الصين بشأن إمكانية استئناف المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة. هذا الزخم دفع زوج الجنيه مقابل الدولار إلى مستويات قريبة من 1.3320 بعد موجة تصحيح استمرت ثلاثة أيام.

هذا الارتفاع في شهية المخاطرة جاء مدعومًا بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 99.85 بعد بلوغه أعلى مستوياته خلال أكثر من أسبوعين، ما عزز من قدرة العملات الأخرى على التعافي أمامه، وعلى رأسها الإسترليني. يأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر أبريل، والذي سيصدر في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، لما له من دور حاسم في تحديد مسار السياسة النقدية المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيضيف نحو 130 ألف وظيفة فقط خلال أبريل، مقارنة بإضافة 228 ألف وظيفة في مارس. ومن المنتظر أن يظل معدل البطالة عند 4.2%، في حين يُتوقع أن يرتفع متوسط الأجور بنسبة 3.9% على أساس سنوي، وهو ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية من جهة، مع تباطؤ محتمل في سوق العمل من جهة أخرى.

في المقابل، وعلى الرغم من مكاسب الجنيه أمام الدولار، إلا أنه يُظهر أداء ضعيفًا مقابل معظم العملات الأخرى، وسط ترجيحات قوية بأن بنك إنجلترا سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، لتصل إلى 4.25%. وتستند هذه التوقعات إلى ضعف بيانات التضخم في المملكة المتحدة، وزيادة التحديات الاقتصادية العالمية، إلى جانب تأثير الرسوم التجارية الأمريكية.

تصريحات وزارة التجارة الصينية بأن بكين لا تزال منفتحة على التفاوض مع واشنطن شجعت المستثمرين على إعادة تقييم المخاطر، وهو ما زاد من الطلب على العملات المرتبطة بالمخاطرة. ويرى المتعاملون أن استمرار استيراد الولايات المتحدة للسلع الصينية سيخفف من حاجة بكين لإغراق الأسواق الآسيوية والأوروبية بمنتجاتها، مما يقلل من احتمالات نشوء حرب تجارية شاملة.

فنيًا، يواصل الجنيه الإسترليني احتفاظه بالاتجاه الصعودي، مدعومًا باستقراره أعلى المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، مع محاولة مؤشر القوة النسبية العودة فوق مستوى 60، ما قد يفتح المجال أمام زخم صعودي جديد. ومع ذلك، تبقى مستويات 1.3445 مقاومة رئيسية، في حين يشكل حاجز 1.3200 منطقة دعم هامة في حال تراجع الزوج.