الجنيه الإسترليني يصعد أمام الدولار بدعم من تقارب أوروبي وتراجع الثقة في الاقتصاد الأمريكي
حقق الجنيه الإسترليني مكاسب ملحوظة أمام الدولار بعد خفض تصنيف ديون الولايات المتحدة وتوصل لندن وبروكسل إلى اتفاق تعاون جديد.

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ملحوظًا مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات يوم الإثنين، مدعومًا بضعف الدولار في أعقاب تخفيض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بالإضافة إلى التوصل إلى اتفاق جديد بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي يُعيد ضبط العلاقات بين الجانبين بعد "بريكست".
في لحظة إعداد التقرير، ارتفع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) بنسبة 0.71% ليصل إلى 1.3360، مستفيدًا من حالة الضعف التي يعاني منها الدولار نتيجة القلق المتزايد بشأن الأداء المالي الأمريكي، خاصة بعد إعلان وكالة موديز خفض التصنيف إلى Aa1، مشيرة إلى تراكم سنوات من غياب الخطط المالية الفعالة من صناع القرار في واشنطن.
وقد أدى هذا الخفض إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.65%، ليسجل أدنى مستوياته في أسبوع عند 100.31، مما زاد الضغط على العملة الخضراء. هذا التراجع فتح المجال أمام الجنيه الإسترليني للارتفاع، خاصة بعد إعلان اتفاق تاريخي بين لندن وبروكسل من شأنه تسهيل حركة الأفراد بين المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
في سياق متصل، عبر عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن ترددهم حيال تأثير التعريفات التجارية على الاقتصاد الأمريكي، حيث أشار رافائيل بوستيك إلى إمكانية خفض الفائدة لمرة واحدة هذا العام، بينما أكد جون ويليامز أن السياسات النقدية الحالية لا تستدعي تعديلات سريعة. أما فيليب جيفرسون، فأكد أن تأثير الرسوم الجمركية بات عاملاً رئيسيًا في حسابات البنك المركزي الأمريكي.
ينتظر المتداولون خلال هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم في المملكة المتحدة لشهر أبريل، إضافة إلى أرقام مبيعات التجزئة، في حين يتابع السوق الأمريكي سلسلة من المؤشرات الاقتصادية تشمل بيانات التضخم، والإسكان، وطلبات إعانة البطالة.
من الناحية الفنية، يُتوقع استمرار الصعود في حال بقاء السعر فوق 1.3350، مع إمكانية استهداف مستوى 1.3400 ثم 1.3443، وهو أعلى مستوى منذ بداية العام. أما التراجع دون هذا الحاجز، فقد يدفع السعر نحو مستويات الدعم عند 1.3300 و1.3250، وقد يمتد الهبوط حتى المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 1.3122.