الجنيه الإسترليني يقفز بدعم من تحول مفاجئ في لهجة باول نحو خفض الفائدة

ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي مستفيدًا من التغير المفاجئ في لهجة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي فتح الباب أمام خفض أسعار الفائدة، مما دفع زوج الجنيه/الدولار إلى الاستقرار بالقرب من مستوى 1.3530 خلال التعاملات الأوروبية يوم الاثنين. جاءت هذه المكاسب بعدما أثار خطاب باول في ندوة جاكسون هول موجة من شهية المخاطرة لدى المستثمرين، في وقت كان فيه السوق يتوقع استمرار النهج المتشدد في السياسة النقدية.

تصريحات باول جاءت أكثر حذرًا مما اعتاده المستثمرون، حيث أكد أن المخاطر الهبوطية على سوق العمل تتزايد، وأن تحقق هذه المخاطر قد يقود إلى ارتفاع البطالة بشكل سريع، وهو ما قد يستدعي تخفيف القيود النقدية قريبًا. وقد انعكس ذلك مباشرة على الدولار الأمريكي الذي واصل التراجع ليقترب مؤشره من أدنى مستوى في أربعة أسابيع حول 97.60، بينما تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى مستويات قريبة من 4.27%.

في الوقت نفسه، يستفيد الجنيه الإسترليني من تحسن المزاج العام في الأسواق، على الرغم من أن المستثمرين يتوقعون يوم تداول هادئ نسبيًا نظرًا لإغلاق الأسواق البريطانية بمناسبة عطلة البنوك الصيفية. أما على صعيد السياسة النقدية في المملكة المتحدة، فقد أشار محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي إلى وجود تحديات كبيرة أمام الاقتصاد البريطاني، أبرزها ضعف النمو وانخفاض معدلات المشاركة في سوق العمل منذ جائحة كورونا، محذرًا من استمرار تأثير هذه العوامل على المدى الطويل بسبب الشيخوخة السكانية.

من الناحية الفنية، يحافظ الجنيه الإسترليني على اتجاه صعودي بعدما استعاد التداول فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا حول 1.3466. كما أن الزوج بصدد تشكيل نموذج الرأس والكتفين المقلوب، مما قد يدفع إلى مزيد من المكاسب إذا تم اختراق خط العنق عند 1.3580. وفي المقابل، يمثل مستوى 1.3400 منطقة دعم أساسية، بينما يظل مستوى 1.3790 حاجزًا رئيسيًا أمام أي صعود مستقبلي.