الجنيه الإسترليني ينتفض وسط نيران الشرق الأوسط ويخترق مستوى 1.36 أمام الدولار
ارتفع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي فوق مستوى 1.36 مع تراجع قوة الدولار وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وتحوّل في مزاج الأسواق نحو المخاطرة. يأتي ذلك قبيل قرارات حاسمة من الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة.

شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ارتفاعًا لافتًا خلال تداولات الإثنين، متجاوزًا مستوى 1.36، مدفوعًا بتراجع الطلب على الدولار كملاذ آمن في ظل تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران. وجرى تداول الزوج عند 1.3600، مسجلًا مكاسب بنسبة 0.27%، بعد أن كان قد انخفض إلى 1.3515 في نهاية الأسبوع الماضي مع تصاعد الأعمال العسكرية.
ساهم ضعف الدولار الأمريكي في دعم مكاسب الجنيه، حيث تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.27% إلى 97.88، متأثرًا بانخفاض عوائد السندات واستمرار القلق الجيوسياسي.
وبينما لا تزال الأسواق تتابع التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، فإن عودة شهية المستثمرين للمخاطرة ساعدت العملات ذات العائد الأعلى على الانتعاش. وقد تراجع الزوج في وقت سابق بسبب الضربات التي شنتها إسرائيل على منشآت حيوية إيرانية، تلتها ردود فعل عسكرية من طهران، في مشهد لا يُظهر إشارات وشيكة على التهدئة.
اقتصاديًا، لم يشهد اليوم الكثير من البيانات باستثناء صدور تقرير التصنيع الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، الذي أظهر تراجعًا للشهر السادس على التوالي إلى -16.0. لكن أنظار المتداولين تتجه إلى مبيعات التجزئة الأمريكية المنتظرة، يليها اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي المقرر في 17-18 يونيو، والذي سيتضمن خطابًا لرئيسه جيروم باول.
وفي المملكة المتحدة، تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم وقرار بنك إنجلترا بشأن الفائدة، بالإضافة إلى مبيعات التجزئة، وسط توقعات قوية ببقاء أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.25%، رغم ارتفاع احتمالات خفضها بمقدار 25 نقطة أساس بحلول سبتمبر.
من الناحية الفنية، حافظ الزوج على توجهه الصاعد بعدما ارتد من مستوى الدعم المتمثل في المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 1.3541، مما دفعه لتجاوز مستوى 1.36 مجددًا. ويشير مؤشر القوة النسبية إلى استمرار السيطرة الشرائية، رغم التردد في تسجيل قمم جديدة. أما مستويات المقاومة المقبلة، فتقع عند 1.3631 ثم 1.3650 و1.3700، فيما تشكل مستويات 1.3540 و1.3515 أهم مناطق الدعم في حال حدوث تراجع.