الجنيه الإسترليني يهبط بعد صدمة انكماش الاقتصاد البريطاني للشهر الثاني على التوالي

الجنيه الإسترليني يتراجع تحت ضغط بيانات نمو مفاجئة كشفت انكماشًا جديدًا للاقتصاد البريطاني، ما يعزز توقعات خفض الفائدة ويدفع الأسواق لمراقبة بيانات التوظيف المقبلة بحذر.

Dec 12, 2025 - 11:19
الجنيه الإسترليني يهبط بعد صدمة انكماش الاقتصاد البريطاني للشهر الثاني على التوالي

تعرض الجنيه الإسترليني لضغوط واضحة أمام أغلب العملات الرئيسية يوم الجمعة، بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي لشهر أكتوبر في المملكة المتحدة التي كشفت عن انكماش جديد للاقتصاد بنسبة 0.1% للشهر الثاني على التوالي، وهو ما جاء بعكس التوقعات التي رجّحت عودة النمو بنسبة 0.1%. وجاء هذا التراجع في وقت كان مكتب مسؤولية الميزانية قد رفع توقعاته للنمو السنوي من 1.0% إلى 1.5%، مما وضع البيانات الأخيرة في حالة تناقض مع النظرة الاقتصادية الإيجابية التي صدرت مؤخرًا.

وتزايدت بعد هذه الأرقام احتمالات توجه بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، إذ تسعّر الأسواق بالفعل خفضًا مقداره 25 نقطة أساس قد يدفع الفائدة الرئيسية إلى مستوى 3.75%. وفي الوقت نفسه، حمل تقرير الناتج المحلي بعض الإشارات الإيجابية، حيث ارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 1.1% خلال أكتوبر متجاوزًا التوقعات، بعد تراجع حاد بلغ 2% في سبتمبر، بينما سجل الإنتاج الصناعي السنوي انكماشًا بنحو 0.8%، وكانت نتائج إنتاج التصنيع أكثر تواضعًا بصعود قدره 0.5% فقط.

وينتظر المستثمرون خلال الأسبوع المقبل مجموعة من البيانات البريطانية المؤثرة، تشمل بيانات سوق العمل، وتقرير التضخم لشهر نوفمبر، والقراءات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات، وكلها ستكون عوامل رئيسية في تحديد اتجاه الجنيه الإسترليني خلال الفترة المقبلة. وعلى الرغم من الضغط الناتج عن بيانات النمو الضعيفة، تمكن الجنيه الإسترليني من استعادة قدر محدود من مكاسبه أمام الدولار ليستقر قرب 1.3385، في وقت يعاني فيه الدولار الأمريكي من ضعف واضح عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بربع نقطة وتصريحات جيروم باول حول توقعات ذروة التضخم، إلى جانب مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمزيد من التخفيضات مستقبلًا.

كما تتجه الأنظار في الأسواق العالمية إلى بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، والمقرر صدورها الثلاثاء، والتي يُتوقع أن تلعب دورًا مهمًا في تحديد توقعات السياسة النقدية للفيدرالي خلال الأشهر المقبلة، خاصة أنها كانت سببًا رئيسيًا في سلسلة التخفيضات التي أُقرت هذا العام نتيجة ضعف الطلب على العمالة. ومن الناحية الفنية، يتداول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بشكل مستقر حول 1.3385 مع حفاظه على موقعه فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، ما يعكس استمرار الميل الصاعد، بينما يقف مستوى 1.3399 كمحطة مهمة لاستكمال الارتفاع نحو 1.3527، مع بقاء المتوسط المتحرك عند 1.3279 كمنطقة دعم أساسية لأي تراجع محتمل.