الجنيه الإسترليني يواصل الصعود بدعم توقعات مسار تيسير نقدي أبطأ من بنك إنجلترا
مدّد الجنيه الإسترليني مكاسبه مقتربًا من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر، مدعومًا بتوقعات أن يتبع بنك إنجلترا نهجًا تدريجيًا في خفض الفائدة مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى.
واصل الجنيه الإسترليني أداءه الإيجابي خلال تعاملات الثلاثاء، مسجلاً ارتفاعًا ملحوظًا أمام معظم العملات الرئيسية، ليقترب من أعلى مستوى له في نحو 12 أسبوعًا مقابل الدولار الأمريكي قرب منطقة 1.3500. ويأتي هذا الصعود في ظل تفاؤل الأسواق بأن بنك إنجلترا سيتبنى وتيرة أبطأ وأكثر حذرًا في تخفيف السياسة النقدية خلال عام 2026.
وكان بنك إنجلترا قد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%، في قرار اتسم بانقسام واضح داخل لجنة السياسة النقدية. فقد عارض أربعة أعضاء خطوة الخفض، مستندين إلى استمرار قوة نمو الأجور، وهو عامل قد يُبقي الضغوط التضخمية أعلى من مستهدف البنك البالغ 2%.
ورغم أن معدل التضخم السنوي في المملكة المتحدة واصل التراجع خلال الشهرين الماضيين ليصل إلى 3.2% بعد أن بلغ ذروته عند 3.8% في الفترة بين يوليو وسبتمبر، فإنه لا يزال بعيدًا عن المستوى المستهدف للبنك المركزي. ومع ذلك، أشار محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي إلى أن التضخم قد يقترب من هدف 2% خلال النصف الأول من عام 2026.
وبحسب تقديرات الأسواق وتقارير إعلامية، يتوقع المستثمرون أن يقدم بنك إنجلترا على خفض واحد على الأقل لأسعار الفائدة خلال النصف الأول من العام المقبل، مع بقاء السياسة النقدية أقل تيسيرًا مقارنة بنظرائها في الاقتصادات الكبرى الأخرى.
كما استفاد الجنيه الإسترليني من الضغوط المستمرة على الدولار الأمريكي، في ظل قناعة المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل خلال عام 2026. ويتداول مؤشر الدولار الأمريكي بالقرب من أدنى مستوياته في أسبوع، ما وفر دعمًا إضافيًا لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي.
وتترقب الأسواق في وقت لاحق اليوم صدور البيانات الأولية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث، وسط توقعات بتباطؤ النمو مقارنة بالربع السابق. وقد تؤدي أي إشارات ضعف في أداء الاقتصاد الأمريكي إلى تعزيز رهانات خفض الفائدة، ما قد ينعكس إيجابًا على الجنيه الإسترليني على المدى القريب.
فنيا: يواصل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي تحركاته الصعودية بالقرب من مستوى 1.3500، مدعومًا بالثبات فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، ما يعكس قوة الطلب. ويشير اقتراب مؤشر القوة النسبية من مناطق التشبع الشرائي إلى زخم قوي قد يسمح بمزيد من الارتفاع، خاصة في حال اختراق مستوى التصحيح الفني القريب، مما قد يفتح الطريق نحو مستويات أعلى. وفي المقابل، قد يؤدي الفشل في تجاوز هذه المنطقة إلى حركة تصحيحية محدودة دون تغيير الاتجاه الصاعد العام.