الداو جونز يتراجع مع عودة شبح التضخم الأمريكي وتقلص آمال خفض الفائدة
تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بعد بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع، مما بدد التوقعات بخفض قريب لأسعار الفائدة من الفيدرالي. وبينما تلقت أسهم التكنولوجيا دفعة من أخبار إيجابية تخص Nvidia، ضغطت نتائج البنوك المختلطة والتوجيهات الحذرة على شهية المستثمرين للمخاطرة.

شهد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) تراجعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، حيث انخفض عن إغلاق الأسبوع الماضي، على الرغم من بقائه داخل نطاق التماسك قصير الأجل. جاءت هذه الخسائر عقب بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الأمريكي لشهر يونيو، التي أظهرت استمرار الضغوط التضخمية بعيدًا عن مستهدف الفيدرالي البالغ 2%، مما دفع المستثمرين إلى تعديل توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة الصيفية.
أظهرت بيانات التضخم أن المعدل السنوي لمؤشر أسعار المستهلك ارتفع إلى 2.7%، وهي الزيادة الأقوى في خمسة أشهر، في حين استقر التضخم الأساسي عند 2.9%. هذا الارتفاع أدى إلى إضعاف الرهانات على خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي القادم في يوليو، مع بقاء التوقعات حذرة أيضًا لاجتماع سبتمبر، حيث تراجعت احتمالات التيسير إلى نحو 44%. إلا أن الأسواق ما زالت تراهن على خفضين للفائدة في وقت لاحق من عام 2025، مع ترجيح أول خفض في أكتوبر بنسبة تقارب 80%.
وعلى صعيد الأسهم، ساعدت الأخبار الإيجابية المتعلقة بشركة Nvidia في دعم قطاع التكنولوجيا، بعدما أعلن الرئيس التنفيذي جينسن هوانغ أن الإدارة الأمريكية ستمنح الشركة إعفاءً يسمح لها ببيع رقائق ذكاء اصطناعي للصين، رغم استعداد البيت الأبيض لإجراءات إضافية لضمان هيمنة الولايات المتحدة على هذا المجال. هذا الإعلان جاء في وقت واصلت فيه Nvidia تحطيم الأرقام القياسية، لتصبح أول شركة تصنيع شرائح تصل قيمتها السوقية إلى 4 تريليونات دولار.
إلى جانب ذلك، خيّبت نتائج بعض البنوك آمال المستثمرين رغم تجاوزها التوقعات في نقاط معينة؛ إذ انخفض سهم ويلز فارجو بنحو 4% وسط توقعات إيرادات ضعيفة، كما تراجع سهم JPMorgan قليلًا رغم أرباحه القوية، وهبط بلاك روك بنسبة 6% بعد أن أخفق في تحقيق توقعات الإيرادات بالكامل.
فنيًا، فقد مؤشر داو جونز أكثر من 0.85% من ذروته إلى قاعه خلال الجلسة، أي ما يعادل قرابة 400 نقطة، ليختبر مستوى 44,200 للمرة الثانية هذا الأسبوع. ورغم دخول المؤشر في مرحلة تماسك متقلبة، لا يزال يحافظ على ميل صعودي نسبيًا، لكنه يبقى دون أعلى مستوياته التاريخية فوق 45,000 نقطة، مما يجعله متأخرًا عن المؤشرات المرتبطة بالتكنولوجيا التي تقود الزخم حاليًا.