الدولار الأسترالي يتراجع أمام قوة الدولار الأمريكي وسط ترقب محضر الفيدرالي
تراجع الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي وسط دعم متواصل للأخير من ثقة المستهلك الأمريكية وارتفاع عوائد السندات، مع انتظار الأسواق لمحضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لتحديد اتجاهات السياسة النقدية المقبلة.

شهد الدولار الأسترالي انخفاضًا مستمرًا مقابل الدولار الأمريكي لليوم الثالث على التوالي، متأثرًا بقوة الدولار الذي استفاد من بيانات إيجابية تعكس ثقة المستهلك الأمريكي المرتفعة. أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلك في أستراليا استقر عند 2.4% على أساس سنوي خلال أبريل، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى 2.3%. في المقابل، ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في الولايات المتحدة إلى 98.0 في مايو مقارنة بـ 86.0 سابقًا، مما عزز مكاسب الدولار.
تلقى الدولار الأمريكي دعمًا إضافيًا من تحركات في أسواق السندات، حيث أشار البنك المركزي الياباني إلى إمكانية تقليل إصدار ديونه الحكومية، مما دفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 و30 سنة إلى مستويات مرتفعة تبلغ حوالي 4.46% و4.97% على التوالي. هذا الأمر ساعد على تعزيز جاذبية الدولار وسط تحسن معنويات المستثمرين.
من جانبها، قرر بنك الاحتياطي الأسترالي الأسبوع الماضي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مؤكدًا تقدمه في كبح التضخم، لكنه حذر من أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي. توقع بنك أستراليا الوطني أن يتبنى البنك المركزي موقفًا أكثر اعتدالًا في المستقبل، مع رفع توقعاته لمعدل الفائدة النهائي إلى 3.1% مقارنة بـ 2.6% سابقًا، متوقعًا المزيد من خفض أسعار الفائدة في الأشهر القادمة.
يراقب المتداولون الآن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، المرتقب صدوره لاحقًا، لتحديد المسار القادم لسياسة الاحتياطي الفيدرالي. في الوقت نفسه، تواجه الأسواق مخاوف من تزايد العجز المالي الأمريكي الذي قد يستمر في إبقاء عوائد السندات عند مستويات مرتفعة، خصوصًا مع احتمال تمرير مشروع قانون يرفع العجز ويزيد من الدين الفيدرالي.
على الجانب السياسي والاقتصادي، أثارت خطة أستراليا للتراجع عن تأجير ميناء داروين رد فعل سلبي من الصين، التي وصفت القرار بأنه غير عادل وغير أخلاقي، في ظل استمرار التوترات بين البلدين. ومع ذلك، تظهر البيانات نموًا إيجابيًا في أرباح الصناعة الصينية في أبريل، مما قد ينعكس إيجابًا على العلاقات الاقتصادية العالمية.
في السوق الفني، يتحرك زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي حول 0.6440، وسط تراجع طفيف في الزخم السعري بعد كسره المتوسط المتحرك الأسي لتسعة أيام. ومع ذلك، يبقى الزوج ضمن نطاق قناة صاعدة مع احتمال اختبار مستويات مقاومة مهمة بين 0.6443 و0.6537، والتي قد تفتح المجال لارتفاعات أكبر إذا تم تجاوزها، في حين يشكل مستوى 0.6430 والمتوسط المتحرك الأسي لخمسين يومًا نقاط دعم رئيسية.