تعافى الدولار الأسترالي يوم الاثنين بعد أسبوع من التقلبات الحادة التي دفعته إلى أدنى مستوى في أكثر من شهر، مستفيدًا من تحسن طفيف في شهية المخاطرة وهدوء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد ارتفع زوج AUD/USD مجددًا فوق 0.6500، بعد أن لامس مستوى 0.6472 يوم الجمعة، ليسجل ارتفاعًا يقارب 0.65% خلال اليوم.
جاء هذا الانتعاش مدفوعًا بتغير نبرة الخطاب الأمريكي تجاه بكين خلال عطلة نهاية الأسبوع، إذ خفف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته بعد أن أعلن سابقًا عن نية فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية اعتبارًا من مطلع نوفمبر. وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال”: “لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام، الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين لا إيذاءها.”
بدوره، أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت يوم الاثنين إلى أن تلك الرسوم "لا يجب أن تحدث" إذا أبدت الصين استعدادًا لتخفيف حدة التوتر، مؤكدًا أن محادثات على مستوى الفرق العاملة بين الجانبين بدأت هذا الأسبوع. أسهمت هذه التصريحات في تهدئة الأسواق التي كانت قد شهدت اضطرابًا كبيرًا بعد تصاعد اللهجة التجارية الجمعة الماضية.
ورغم التحسن الطفيف في المزاج العام، لا تزال المعنويات العالمية هشة، إذ يظل المستثمرون متحفظين تجاه نهج ترامب التجاري المتقلب واستخدامه المتكرر للتهديدات الجمركية كأداة تفاوض. بالنظر إلى اعتماد أستراليا الكبير على التجارة مع الصين، فقد كان لتطورات هذا الملف أثر مباشر على تحركات الدولار الأسترالي.
يتجه تركيز المستثمرين الآن إلى محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي المقرر صدوره يوم الثلاثاء، بحثًا عن تلميحات حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية. وكان البنك قد أبقى على سعر الفائدة عند 3.60% في اجتماعه الأخير، مشيرًا إلى تباطؤ تراجع التضخم وضرورة مراقبة تأثير الزيادات السابقة على النشاط الاقتصادي والإنفاق.
أما في الولايات المتحدة، فيبقى الإغلاق الحكومي في صدارة الاهتمام، مع استمرار الجمود السياسي لليوم الثالث عشر على التوالي دون أي تقدم في المفاوضات داخل الكونغرس. ومن المقرر أن يدلي رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بتصريحات يوم الثلاثاء، بينما تم تأجيل نشر تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) إلى 24 أكتوبر بسبب الإغلاق، في وقت يستعد فيه عدد من مسؤولي الفيدرالي للحديث خلال الأسبوع لتقديم إشارات حول توجه السياسة النقدية القادمة.
وبينما يتنفس الدولار الأسترالي الصعداء مؤقتًا بفضل تهدئة الخطاب التجاري، يبقى مسار العملة مرتبطًا بتطورات الحوار الأمريكي–الصيني، وبما سيكشفه محضر الاحتياطي الأسترالي من إشارات حول مستقبل أسعار الفائدة.
