الدولار الأسترالي يلامس أعلى مستوياته في 8 أشهر بدعم من اتفاق أمريكي - ياباني وتراجع الدولار
قفز زوج الدولار الأسترالي/الأمريكي لأعلى مستوى منذ نوفمبر مدعومًا باتفاقية تجارية ضخمة وتراجع التوقعات المتشددة للفيدرالي، وسط ترقب بيانات حاسمة قد تعيد تشكيل المشهد.

سجّل الدولار الأسترالي ارتفاعًا قويًا مقابل نظيره الأمريكي يوم الأربعاء، ليلامس مستويات لم يشهدها منذ ثمانية أشهر، في ظل تحسن واسع في شهية المستثمرين للمخاطرة وتراجع جاذبية الدولار الأمريكي. ويأتي هذا الزخم الصعودي بعد إعلان اتفاقية تجارية بارزة بين الولايات المتحدة واليابان، شملت تخفيضات جمركية والتزامًا استثماريًا يابانيًا ضخمًا بقيمة 550 مليار دولار، ما منح دفعة قوية للعملات الحساسة للمخاطر وعلى رأسها الدولار الأسترالي.
عزز هذا المناخ الإيجابي من أداء الدولار الأسترالي، الذي يستفيد عادة في فترات التفاؤل المالي، خاصة مع تراجع التوترات العالمية واستقرار سياسة البنك المركزي الأسترالي عند معدل فائدة 3.85%. في المقابل، يواجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ضغوطًا متزايدة بسبب مؤشرات اقتصادية ضعيفة، أبرزها التراجع الواضح في مبيعات المنازل، مما يعمّق الشكوك حول قدرته على مواصلة تشديد السياسة النقدية.
ومع تطلع المستثمرين إلى بيانات مؤشر مديري المشتريات الأسترالي المنتظرة مساء الأربعاء، يترقب السوق ما إذا كانت قراءة يوليو ستعكس اتساعًا في نشاط الأعمال، خاصة في القطاع الخدمي الحيوي. قراءة قوية قد تعزز موقف البنك الاحتياطي الأسترالي وتقلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة في المدى القريب، بينما قد تشكل القراءة الضعيفة عامل ضغط سلبي على العملة.
الأنظار تتجه أيضًا إلى خطاب محافظ البنك المركزي الأسترالي ميشيل بولوك المنتظر يوم الخميس، وسط تصاعد التكهنات بإمكانية تغيير في نهج السياسة النقدية خلال أغسطس.
في الجانب الأمريكي، تترقب الأسواق بيانات مؤشر مديري المشتريات ومبيعات المنازل الجديدة، في وقت لا تزال مؤشرات سوق الإسكان ضعيفة، ما يعزز التوقعات بأن الفيدرالي قد يتراجع عن موقفه المتشدد قريبًا.
فنيًا، يستمر زوج AUD/USD في التقدم داخل قناة صعودية واضحة، وقد اختبر مقاومة قوية عند مستوى 0.6600، وهو ما يعكس رغبة شرائية متزايدة. تجاوز هذا الحاجز قد يفتح الباب نحو الهدف التالي عند 0.6722، بينما يمثل مستوى 0.6550 الدعم الأول، ويليه دعم أقوى عند حدود 0.6498، المرتبط بالمتوسطات المتحركة وخط القناة السفلية.
باختصار، تتشكل معطيات مشجعة لاستمرار صعود الدولار الأسترالي، لكن كل الأنظار تتعلق الآن بالبيانات المقبلة التي قد تعيد رسم توقعات السوق من جديد.