الدولار الأسترالي يهبط بقوة تحت 0.6450 وسط تصاعد التوتر بين الصين واليابان وضعف الدولار الأمريكي
الدولار الأسترالي يتراجع إلى قرب أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر بفعل التوترات الآسيوية المتصاعدة، رغم ضعف الدولار الأمريكي وتفاؤل الأسواق بخفض الفائدة الأمريكية.
يتعرض الدولار الأسترالي لضغوط ملحوظة في بداية تداولات الأسبوع، حيث تراجع زوج AUD/USD إلى مستوى 0.644 خلال الجلسة الأوروبية، منخفضًا من أعلى مستوى بلغ 0.6465 في آسيا، ليبقى قريبًا من أدنى مستوى سجله الجمعة الماضية عند 0.6429. ويأتي هذا الأداء الضعيف رغم الأجواء الإيجابية نسبيًا في الأسواق المالية العالمية.
التوترات الجيوسياسية بين الصين واليابان كانت العامل الأكثر تأثيرًا على تحركات الدولار الأسترالي، خصوصًا وأنهما الشريكان التجاريان الأهم لأستراليا. فقد صرّح وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية تكايتشي بشأن استعداد بلادها للرد عسكريًا على أي تحرك صيني تجاه تايوان تُعد تجاوزًا لـ “خط أحمر”، الأمر الذي زاد من حدة التوتر في منطقة حساسة أساسًا.
ورغم صدور بيانات اقتصادية محلية داعمة الأسبوع الماضي، فإنها لم تكن كافية لتعويض الضغط الناتج عن الوضع الجيوسياسي. فقد أظهرت مؤشرات PMI الأولية عودة القطاع الصناعي الأسترالي للنمو في نوفمبر بعد تراجع في أكتوبر، إلى جانب تحسن نشاط قطاع الخدمات للشهر الثاني على التوالي، وهو ما يعزز موقف بنك الاحتياطي الأسترالي المتشدد تجاه السياسة النقدية.
أما في الولايات المتحدة، فقد تراجع تأثير البيانات الاقتصادية القوية نسبيًا — مثل تحسن مؤشرات S&P Global PMI وارتفاع مؤشر ثقة المستهلك في ميشيغان — بسبب تصريحات أكثر تيسيرًا من رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز. فقد أكد يوم الجمعة أن البنك المركزي لديه مساحة للمضي في خفض أسعار الفائدة دون تهديد هدف التضخم.
نتيجة لذلك، قفزت توقعات خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر إلى 75٪ بعد أن كانت نحو 45٪ فقط في بداية الأسبوع، وفق أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، مما دفع الدولار الأمريكي للتراجع أمام معظم العملات، وإن لم يستفد الدولار الأسترالي بشكل فعّال بسبب التوترات الإقليمية الثقيلة.
