الدولار الأمريكي تحت الضغط: تصاعد التوترات التجارية يهدد الاستقرار قبيل قرار الفيدرالي

الدولار يبدأ أسبوعه متراجعًا مع تصاعد التوترات التجارية العالمية وتزايد الغموض بشأن تحركات الفيدرالي المقبلة.

Jul 21, 2025 - 15:18
الدولار الأمريكي تحت الضغط: تصاعد التوترات التجارية يهدد الاستقرار قبيل قرار الفيدرالي

استهل الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع على انخفاض ملحوظ مقابل العملات الرئيسية، متأثرًا بتزايد المخاوف من تصعيد جديد في التوترات التجارية العالمية، خصوصًا مع اقتراب موعد نهائي حاسم في الأول من أغسطس لفرض تعريفات جمركية جديدة من جانب الولايات المتحدة. ورغم صدور بيانات اقتصادية قوية في الفترة الأخيرة، لا يزال الدولار يعاني من ضغط متواصل نتيجة الغموض المحيط بمواقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط تصاعد الانتقادات السياسية.

وسجل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، تراجعًا بعد مكاسب أسبوعية متتالية. ورغم تهديدات الرئيس ترامب الأخيرة بشأن فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي، وتلميحاته السابقة بإقالة رئيس الفيدرالي، حافظ المؤشر على قدر من التماسك مع بقائه ضمن نطاق ضيق بين 98.00 و99.00.

كما ساهمت التصريحات المتباينة من مسؤولي الفيدرالي حول سياسة خفض الفائدة المتوقعة خلال يوليو في إرباك الأسواق، على الرغم من أن مؤشرات اقتصادية مثل مبيعات التجزئة القوية وقوة سوق العمل لا تزال تدعم الدولار بشكل جزئي. وقد أغلق مؤشر DXY الأسبوع الماضي على ارتفاع بنسبة 0.62%، إلا أن المؤشرات الفنية تعكس ضعف الزخم الحالي.

وفي الوقت ذاته، تراجعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.40%، في ظل توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية المتعلقة برسوم الاتحاد الأوروبي ومجموعة البريكس. ويأتي هذا في ظل تأكيد وزير التجارة الأمريكي على أن الأول من أغسطس هو موعد نهائي صارم لإبرام الاتفاقيات، وإلا فسيتم تنفيذ الرسوم.

من جهة أخرى، أعلن الرئيس ترامب توقيع قانون "GENIUS" الذي ينظم العملات المستقرة المرتبطة بالدولار، حيث يفرض على الجهات المُصدِرة الاحتفاظ باحتياطيات كاملة والإفصاح بشكل دوري، مما يعزز دور الدولار في الأسواق الرقمية ويزيد من جاذبيته كعملة احتياطية.

فنيًا، يُظهر مؤشر DXY إشارات فقدان للزخم بعد اختراقه لنمط الوتد الهابط، حيث فشل في تجاوز المقاومة الرئيسية عند 99.00، وعلِق في نطاق تداول محدود. وتشير المؤشرات الفنية مثل RSI وMACD إلى استمرار حالة التماسك في السوق، ما لم يظهر محفز جديد يحدد اتجاه الدولار بشكل واضح خلال الأيام المقبلة، مع ترقّب المستثمرين لبيانات اقتصادية رئيسية مثل مؤشرات مديري المشتريات وطلبات السلع المعمرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.