الدولار الأمريكي عالق تحت مقاومة حاسمة وسط تصاعد الرسوم الجمركية وترقب بيانات التضخم

يحافظ الدولار الأمريكي على مكاسبه الأخيرة لكنه يصطدم بحاجز مقاومة قوي، مع توتر الأسواق بسبب تهديدات ترامب بفرض تعريفات ضخمة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، فيما يترقب المستثمرون بيانات التضخم الحاسمة التي قد تحدد مسار الفائدة والعملة.

Jul 14, 2025 - 17:37
الدولار الأمريكي عالق تحت مقاومة حاسمة وسط تصاعد الرسوم الجمركية وترقب بيانات التضخم

افتتح الدولار الأمريكي تعاملات الأسبوع بنبرة قوية مستندًا إلى مكاسب سابقة عززتها توقعات السوق، إلا أنه فقد بعض زخمه خلال الجلسة مع سيطرة الحذر على معنويات المستثمرين عقب تصاعد التوترات التجارية. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد إشعال فتيل الحرب التجارية من خلال تهديد الاتحاد الأوروبي والمكسيك بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 30% اعتبارًا من مطلع أغسطس، ما رفع المخاوف بشأن اضطرابات محتملة في سلاسل التوريد العالمية.

مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية، واصل تداوله قرب أعلى مستوياته في أسبوعين لكنه واجه صعوبة في تجاوز مستوى المقاومة البالغ 98.00، ليستقر حول 97.90 مع ميل عرضي للسوق في انتظار محفزات جديدة. التهديدات لم تتوقف عند حدود أوروبا والمكسيك، إذ أرسلت واشنطن تحذيرات مماثلة إلى أكثر من 20 دولة أخرى بينها كندا واليابان وكوريا الجنوبية، ملوحة برسوم قد تصل إلى 50% إذا لم تُبرم اتفاقيات تجارية جديدة قبل الموعد النهائي.

الاتحاد الأوروبي سارع للرد، معتبرًا التعريفات الأمريكية مفرطة وقد تؤدي إلى أضرار عميقة للتجارة عبر الأطلسي، في حين حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية من اتخاذ تدابير انتقامية إن فشلت المفاوضات. أما المكسيك فردت بانتقاد الخطوة واعتبرتها غير عادلة لكنها فضلت المسار الدبلوماسي مبدئيًا، مع توضيح أن معظم صادراتها تحظى بحماية اتفاقية USMCA.

على صعيد السياسة الداخلية الأمريكية، تصاعد الجدل بعد انتقادات البيت الأبيض للاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول بسبب ارتفاع تكلفة مشروع ترميم مقر البنك، ما أثار علامات استفهام حول استقلالية السياسة النقدية في الفترة المقبلة. الأسواق الآن ترقب عن كثب صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي يوم الثلاثاء، المتوقع أن يظهر تسارعًا شهريًا بنحو 0.3%، ما قد يكون له أثر مباشر على توقعات أسعار الفائدة والدولار.

فنيًا، يتحرك مؤشر الدولار ضمن نطاق ضيق أسفل المقاومة الرئيسية، مع إشارات متباينة من مؤشرات الزخم مثل RSI وMACD التي تظهر تعافيًا طفيفًا لكن دون تأكيد انعكاس كامل للاتجاه. تجاوز مستوى 98.00 قد يفتح الباب لصعود جديد نحو 98.50-99.00، في حين أن العودة دون 97.50 قد تعيد اختبار مناطق دعم أعمق قرب 96.40.