الدولار الأمريكي يتراجع بقوة: تخفيض التصنيف الائتماني وتصريحات ترامب تهزان الثقة

يتراجع مؤشر الدولار الأمريكي مقتربًا من كسر حاجز 100.00، متأثرًا بتخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية. تصريحات ترامب بانسحاب واشنطن من محادثات السلام حول أوكرانيا تزيد من قلق الأسواق بشأن مستقبل السياسة الأمريكية وتأثيرها على الدولار.

May 20, 2025 - 14:59
الدولار الأمريكي يتراجع بقوة: تخفيض التصنيف الائتماني وتصريحات ترامب تهزان الثقة

شهد مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا ملحوظًا للجلسة الثانية على التوالي، حيث اقترب من مستوى 100.00 وسط استمرار تداعيات تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز، وهو ما ألقى بظلال من عدم اليقين على الأسواق، خصوصًا في ظل حساسية المستثمرين تجاه مكانة الدولار كملاذ آمن.

التوترات السياسية الدولية تضيف مزيدًا من الضغط، إذ تدرس قوى غربية كفرنسا والمملكة المتحدة وكندا فرض عقوبات جديدة على إسرائيل في حال استمرار العمليات العسكرية في غزة. هذا بينما جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتفاقم الوضع، بإعلانه أن الولايات المتحدة لن تواصل المشاركة في مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا، معتبرًا أن النزاع "ليس حربنا"، ما أثار انتقادات حادة من قادة الاتحاد الأوروبي وأدى إلى تراجع الثقة الدولية في الدور الأمريكي.

من ناحية أخرى، تنتظر الأسواق مزيدًا من التصريحات من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، في ظل غياب بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع. تصريحات مسؤولي الفيدرالي في عدة فعاليات اليوم قد تقدم إشارات حول اتجاه السياسة النقدية، خاصة مع التوقعات الحالية التي تشير إلى احتمالات محدودة لخفض أسعار الفائدة في يونيو، بينما ترتفع التوقعات قليلاً لاجتماع يوليو.

فنيًا، يتعرض مؤشر الدولار لضغوط واضحة. فالدعم عند 100.22 يواجه اختبارًا حاسمًا، وفي حال كسره قد يتجه المؤشر نحو مستويات لم يشهدها منذ عام 2022، مثل 97.91 و96.94. في المقابل، يشكل مستوى 101.90 مقاومة قوية، مدعومًا بالمتوسط المتحرك لـ55 يومًا، مع احتمال عودة الزخم الصعودي إذا تغيرت المعطيات.

بشكل عام، يجمع التراجع في الثقة العالمية بموقف الإدارة الأمريكية، وتقلب التوقعات الاقتصادية، مع الضغط السياسي المحلي والدولي، ليضع الدولار في موقف هش قد يدفعه نحو مستويات دعم أعمق ما لم تظهر محفزات تعزز الطلب عليه مجددًا.