الدولار الأمريكي يقفز بدعم من تهدئة التوترات مع الصين وتراجع رهانات خفض الفائدة
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات الكبرى بعد اتفاق مؤقت مع الصين خفف التوترات التجارية، مدعومًا بزيادة عوائد السندات وتراجع توقعات خفض الفائدة. الأسواق أظهرت شهية واضحة للمخاطرة، مع تراجع الذهب وصعود الأسهم والنفط.

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا واسع النطاق مقابل عملات مجموعة العشر الكبرى، مدعومًا بالانفراج في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتغير توقعات الأسواق بشأن تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. ووفقًا لما أشار إليه شون أوزبورن، كبير استراتيجيي الفوركس في "سكوتيا بنك"، فقد ساهم الاتفاق المؤقت بين واشنطن وبكين على تخفيض الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا في تعزيز شهية المستثمرين للمخاطرة ودفع الدولار نحو الصعود.
الاتفاق يقضي بخفض الرسوم الأمريكية إلى 30%، فيما خفضت الصين رسومها إلى 10%، ما وفّر بيئة مواتية لتحرك الأسواق صوب الأصول ذات العائد المرتفع، وقلّل من الإقبال على الملاذات الآمنة. الين الياباني والفرنك السويسري سجلا خسائر بنحو 2% مقابل الدولار، بينما تراجع اليورو بنسبة 1.5%، والجنيه الإسترليني والكرونة السويدية بنحو 1%. وعلى الطرف الآخر، كانت عملتا الدولار الكندي والأسترالي من الأقل تضررًا، بتراجع محدود بلغ 0.3%.
ارتفعت الأسهم العالمية بدورها، حيث حققت مؤشرات الأسواق الآسيوية والأوروبية مكاسب قوية، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية بنسبة 3%. في سوق السندات، استمر عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات في الارتفاع، مسجلاً 4.45%، وهو أعلى بكثير من مستوياته في نهاية أبريل، مما عزز قوة الدولار عبر فارق العائد مقارنة بنظرائه الدوليين.
وشهدت السندات قصيرة الأجل أيضًا تحركًا قويًا، إذ قفز العائد على السندات الأمريكية لأجل عامين بـ11 نقطة أساس خلال اليوم، ما يعكس إعادة تسعير كبيرة لاحتمالات خفض الفائدة. وتأتي هذه التحركات في وقت تتباطأ فيه زيادات العوائد في أسواق السندات الأخرى، ما يمنح الدولار دعمًا إضافيًا.
وفي أسواق السلع، واصل النفط الخام من نوع غرب تكساس الوسيط تعافيه، حيث يقترب من مستوى 75 دولارًا للبرميل بعد تجاوزه قاعًا مزدوجًا عند 55 دولارًا. أما النحاس فاستقر داخل قناة هبوطية قصيرة الأمد. في المقابل، شهد الذهب تراجعًا لافتًا بأكثر من 100 دولار للأونصة، متجهًا نحو مستوى 3050 دولارًا، متأثرًا بتدفقات المستثمرين بعيدًا عن أصول الملاذ الآمن.
من المنتظر أن تظل الأسواق تحت المجهر خلال الأسبوع الحالي، خاصة مع انتظار بيانات التضخم ومبيعات التجزئة الأمريكية، إضافة إلى تصريحات مرتقبة من عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك رئيسه جيروم باول يوم الخميس