الدولار الأمريكي يهبط لأدنى مستوى في ثلاث سنوات وسط تصاعد الشكوك حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بشكل حاد خلال تعاملات يوم الاثنين، ليستقر بالقرب من 98.50، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، في ظل تصاعد المخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية الأمريكية. وقد جاءت هذه التراجعات عقب هجوم جديد من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حيث اتهمه بالتأخر في خفض أسعار الفائدة وبالرضوخ لضغوط سياسية.
أثارت تعليقات ترامب، إضافة إلى تقارير تشير إلى بحث فريقه سبلًا قانونية لعزل باول، قلق المستثمرين حيال تسييس البنك المركزي، مما دفع الأسواق إلى إعادة تقييم مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية. تزامن هذا التراجع مع ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية قرب 3425 دولارًا للأونصة، مدعومًا بإقبال المستثمرين على الأصول الآمنة في ظل الغموض السياسي والاقتصادي.
ملخص أبرز محركات السوق: التوتر السياسي يهز الثقة في الدولار
- صعود الذهب فوق حاجز 3400 دولار يعكس تنامي الطلب على الملاذات الآمنة في ظل التوترات المتزايدة داخل النظام النقدي الأمريكي.
- تصريحات متكررة من ترامب، إضافة إلى منشوراته على منصة Truth Social، زادت المخاوف من تدخل سياسي في قرارات الاحتياطي الفيدرالي.
- تعليقات مستشار البيت الأبيض كيفن هاسيت عززت حالة القلق، في وقت يحذر فيه محللو سكوتيا بنك من أن تآكل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي قد يضعف قدرته على مكافحة التضخم ويزيد الضغوط على الدولار.
التحليل الفني لمؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
الصورة الفنية لمؤشر DXY تزداد قتامة، إذ يستقر المؤشر بالقرب من أدنى مستويات النطاق اليومي بين 97.92 و99.21، مما يشير إلى زخم هبوطي قوي. مؤشر القوة النسبية (RSI) انخفض إلى 24.22، ما يعكس دخول المؤشر في منطقة التشبع البيعي العميق. في ذات الوقت، يواصل مؤشر MACD إرسال إشارات بيع واضحة.
الاتجاه الهبوطي يؤكده تراجع المتوسطات المتحركة:
- المتوسط البسيط لـ20 يومًا عند 102.26
- المتوسط لـ100 يوم عند 106.04
- المتوسط لـ200 يوم عند 104.63 ، وجميعها تتخذ منحى هابطًا.
كما تشكل المستويات الفنية عند 98.65 و100.38 و100.69 مقاومة رئيسية في حال حدوث ارتداد. بينما تبقى المؤشرات الفنية القصيرة الأجل مثل Ultimate Oscillator (عند 37.76) ومؤشر Awesome Oscillator (−3.54) ضمن نطاق الحياد، إلا أن التوجه العام يظل سالبًا بوضوح.
نظرة مستقبلية:
في غياب استقرار سياسي واضح أو تحول في معنويات السوق، من المرجح أن يواصل مؤشر الدولار الأمريكي تراجعه. سيبقى تركيز المتداولين منصبًا على تطورات الخطاب السياسي في واشنطن، وعلى أي مؤشرات مستقبلية بشأن توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
