الدولار يثبت أقدامه رغم تهديدات ترامب ورسائل الفيدرالي الحذرة وسط بيانات توظيف صلبة
يحافظ الدولار الأمريكي على تماسكه قرب مستويات مرتفعة رغم هجمات ترامب التجارية المتصاعدة وضغوط الاحتياطي الفيدرالي المتردد في خفض الفائدة. دعمت بيانات الوظائف القوية مكانة العملة، لكن مخاطر الرسوم الجمركية والتوترات العالمية لا تزال تخيم على شهية المخاطرة.

استقر الدولار الأمريكي يوم الخميس فوق مستوى 97.50، معوضًا بعض خسائره التي سجلها في جلسة آسيا، وسط تفاعل الأسواق مع بيانات أمريكية قوية وتهديدات جديدة من الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية. وسجل مؤشر الدولار (DXY) تراجعًا طفيفًا بعدما بلغ ذروته اليومية عند 97.92، متأثرًا بمقاومة فنية قوية قرب نطاق 97.80-98.00.
كشفت أحدث بيانات إعانات البطالة الأمريكية عن انخفاض الطلبات الأولية إلى 227 ألفًا للأسبوع الرابع على التوالي، ما يؤكد متانة سوق العمل، رغم أن المطالبات المستمرة ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ 2021 عند 1.965 مليون، مما يعكس صعوبة العثور على وظائف جديدة للبعض. في الوقت ذاته، أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو أن غالبية أعضائه لا يزالون يميلون لتأجيل خفض الفائدة إلى وقت لاحق من هذا العام، مفضلين الانتظار لمزيد من البيانات وسط ضغوط تضخمية وتجارية محتملة.
على الصعيد التجاري، كثف ترامب من ضغوطه بإصدار دفعة جديدة من التحذيرات عبر منصته «تروث سوشيال»، مستهدفًا سبع دول أخرى برسوم مقترحة بين 20% و30%، مع تمديد مهلة التفاوض حتى الأول من أغسطس. كما صعد هجومه تجاه البرازيل، بتهديد برسوم 50% على صادراتها بسبب ما وصفه بملاحقة قضائية سياسية لحليفه بولسونارو. وزاد من حدة التوتر إعلانه فرض رسوم مرتفعة على النحاس لدواعٍ تتعلق بالأمن القومي، ما ينذر بمزيد من الاضطراب في سلاسل التوريد العالمية.
فنيًا، يواصل مؤشر الدولار التحرك داخل قناة وتد هابط مع إشارات زخم متواضعة؛ إذ يتم تداول مؤشر القوة النسبية (RSI) دون 50 فيما يلمح مؤشر الماكد (MACD) إلى بداية انعطاف صعودي. تبقى الأنظار مركزة على اختراق محتمل فوق 98.00 الذي قد يمهد لانعكاس صاعد، في حين أن البقاء دون 97.50 قد يعيد اختبار الدعم قرب 96.50. وبينما يبقي الفيدرالي على حذره ويرفع ترامب وتيرة حربه التجارية، تظل شهية المستثمرين للمخاطرة رهينة هذه المعادلة الدقيقة.