الدولار يرتد فوق 152 ينًا وسط عطلة هادئة وترقب بيانات التضخم الأمريكية
تعافى زوج الدولار/الين فوق 152.00 مع بداية أسبوع هادئ بسبب عطلة الأسواق الأمريكية، بينما يترقب المستثمرون بيانات التضخم القادمة لتحديد الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي.
استعاد زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني (USD/JPY) توازنه يوم الاثنين بعد الخسائر الحادة التي تكبدها في نهاية الأسبوع الماضي، ليرتفع مجددًا فوق مستوى 152.00 وسط تداولات ضعيفة تزامنت مع عطلة يوم كولومبوس في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من الهدوء النسبي في السوق، ظل الاتجاه العام للزوج صعوديًا مع استمرار الدعم من توقعات السياسة النقدية الأمريكية.
كان التراجع الأخير نتيجة مباشرة لتجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية. ومع ذلك، ساهم غياب التطورات الجديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع في تخفيف الضغوط على الدولار، مما سمح له بتعويض جزء من خسائره السابقة أمام الين.
تتسم بداية الأسبوع بندرة البيانات الاقتصادية، إذ أغلقت معظم الأسواق الأمريكية أبوابها، فيما يقتصر النشاط على عدد محدود من تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. ولا يتوقع المحللون أن تحمل هذه الخطابات مفاجآت كبيرة، إذ لا تزال الأسواق تراهن على خفضين إضافيين للفائدة هذا العام بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما، وهو ما أكدته غالبية تصريحات الفيدرالي الأخيرة.
في الوقت نفسه، ما زال الإغلاق الحكومي الأمريكي يلقي بظلاله على جدول البيانات الرسمية، مما يحد من تدفق المؤشرات الاقتصادية الرئيسية. ومن المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس، إلا أن تأخيرات محتملة قد تطرأ بسبب نقص التمويل الفيدرالي.
من الناحية الفنية، حافظ الدولار/الين على مكاسبه التي حققها الأسبوع الماضي بعد اختراقه الواضح لمستويات المقاومة الرئيسية فوق 148.00، ليغلق أعلى كل من المتوسطين المتحركين لـ50 و200 يوم، وهو ما يؤكد تحوّل الزخم نحو الاتجاه الصعودي. ويبدو أن التراجع الأخير مجرد تصحيح مؤقت، مع تمسك المشترين بالدفاع عن منطقة 151.00 كمستوى دعم قوي.
يظل الزخم العام للزوج إيجابيًا، رغم اقتراب المؤشرات الفنية من مناطق التشبع الشرائي، ما قد يؤدي إلى بعض التحركات الجانبية قبل استئناف الارتفاع نحو منطقة 153.00. أما كسر الدعم دون 150.50–151.00 فقد يشير إلى احتمالية تصحيح أعمق، لكنه لا يغير الصورة الصعودية الأوسع طالما بقي السعر فوق هذه المستويات.
بهذا الأداء، يظهر زوج الدولار/الين مرونة في مواجهة التحديات الجيوسياسية وضعف البيانات، محافظًا على مساره الصاعد في انتظار إشارات أوضح من بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة هذا الأسبوع.