الدولار يواصل التفوق على الين الياباني مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم في طوكيو وواشنطن
ارتفع الدولار أمام الين الياباني للجلسة الخامسة على التوالي، مستفيدًا من ضعف الين مع ترقب المستثمرين لحزمة تحفيز مالي جديدة في اليابان، بينما تترقب الأسواق بيانات التضخم من كلا البلدين لتحديد مسار السياسات النقدية المقبلة.
واصل زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY) مكاسبه يوم الخميس، ممتدًا في صعوده لليوم الخامس على التوالي، وسط ضغوط مستمرة على العملة اليابانية قبل صدور بيانات التضخم المزدوجة من اليابان والولايات المتحدة. وسجل الزوج نحو 152.68 في التعاملات الأخيرة، بارتفاع يقارب 0.47% خلال اليوم.
جاء ضعف الين في أعقاب تقارير تفيد بأن رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة سناي تاكايشي تستعد لإطلاق حزمة تحفيز مالي ضخمة بقيمة 14 تريليون ين تهدف إلى دعم الأسر ومواجهة آثار التضخم الممتد. ورغم أن هذه الإجراءات قد تحفز الاقتصاد، إلا أنها تزيد من الضغوط على الين، مع توقع بقاء أسعار الفائدة المنخفضة دون تغيير.
تتجه الأنظار الآن إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في اليابان، المقرر صدورها صباح الجمعة، والتي تعد مؤشراً رئيسياً على توجهات بنك اليابان (BoJ) في اجتماعه الأسبوع المقبل. وتشير استطلاعات "رويترز" إلى احتمال ارتفاع التضخم الأساسي في اليابان إلى 2.9% سنويًا في سبتمبر، مقابل 2.7% في أغسطس، بينما يُتوقع ثبات المؤشر الذي يستبعد الغذاء والطاقة عند 3.3%.
ورغم هذه القراءات المرتفعة نسبيًا، يتوقع معظم المحللين أن يبقي بنك اليابان على سياسة الفائدة السلبية دون تغيير هذا الشهر، مع احتمال لا يتجاوز 10% لرفعها إلى 0.75% في اجتماع 30 أكتوبر، وفقًا لتقديرات BHH MarketView. ومع ذلك، تُسعّر الأسواق زيادة محتملة بمقدار 0.25 نقطة خلال الربع الأول من عام 2026.
أما في الولايات المتحدة، فيظل الدولار الأمريكي قويًا على الرغم من أجواء عدم اليقين المرتبطة بالتوترات التجارية مع الصين واستمرار الإغلاق الحكومي الجزئي. ويستقر مؤشر الدولار (DXY) بالقرب من 99.00، مدعومًا بتوقعات أن تُظهر بيانات التضخم الأمريكية ارتفاع مؤشر الأسعار الرئيسي إلى 3.1% على أساس سنوي في سبتمبر، مقارنة بـ 2.9% في أغسطس.
ويتوقع المستثمرون أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي (Fed) على خفض أسعار الفائدة قريبًا، لكن تقرير التضخم القادم سيكون حاسمًا في تأكيد هذا الاتجاه. وحتى ذلك الحين، يستفيد الدولار من الطلب على الأمان وسط ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي، فيما يواصل الين الياباني التراجع ليقترب من أدنى مستوياته في عامين.