الذهب تحت الضغط: ارتفاع الدولار وتفاؤل التجارة يدفعان الأسعار إلى ما دون 3300 دولار

أسعار الذهب تواصل الانخفاض وسط تحسن شهية المخاطرة وقوة الدولار الأمريكي، حيث تؤثر المحادثات التجارية بين واشنطن وبروكسل على الطلب على الأصول الآمنة. التحليل الفني يشير إلى مستويات دعم حرجة قد تحدد المسار المقبل للمعدن الأصفر.

May 27, 2025 - 12:57
الذهب تحت الضغط: ارتفاع الدولار وتفاؤل التجارة يدفعان الأسعار إلى ما دون 3300 دولار

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ يوم الثلاثاء، حيث هبطت دون مستوى 3300 دولار للأونصة، مدفوعة بمزيج من العوامل شملت تحسن المعنويات في الأسواق العالمية وارتفاع الدولار الأمريكي. يعود هذا الانخفاض جزئياً إلى تنامي التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أشار فيها إلى تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية بنسبة 50% حتى التاسع من يوليو المقبل، وهو ما قلل من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

في ذات السياق، ارتفع الدولار الأمريكي مع نهاية الجلسة الآسيوية، بعد إعلان وزارة المالية اليابانية عن احتمال خفض حجم إصدارات السندات، ما ضغط على عوائد السندات اليابانية وأدى إلى تراجع الين، وبالتالي دعم الدولار أمام عدد من العملات. هذه القوة في الدولار جعلت شراء الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين الدوليين، ما زاد من الضغوط البيعية على المعدن الثمين.

وعلى صعيد تدفقات الاستثمار، كشفت بيانات حديثة أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تشهد موجة خروج مستمرة منذ منتصف أبريل، ما يعكس تراجع الثقة المؤقت في أصول الذهب. وفي المقابل، تسعى بعض الشركات الكبرى للاستفادة من الاهتمام المستمر بالمعدن، حيث تخطط شركة شاندونغ الصينية لإصدار سندات جديدة بالدولار بعد أن جمعت 300 مليون دولار مؤخرًا، بينما أعلنت شركة هارموني الجنوب أفريقية عن استحواذها على شركة MAC Copper الأسترالية، في خطوة توسعية تعزز وجودها في أسواق الذهب والنحاس.

من الناحية الفنية، لا تزال المؤشرات تُظهر ضغطًا هبوطيًا مستمرًا على الذهب. ويُعد المستوى 3300 دولار نقطة محورية حالية، بينما يُتوقع أن يتلقى المعدن دعماً عند 3275 دولار، ثم 3245 دولار في حال استمرار التراجع. أما إذا تحسنت المعطيات، فقد يواجه الذهب مقاومة فورية عند 3341 دولار، تتبعها مستويات عند 3359 و3374 دولار، والتي قد تعيد فتح الطريق نحو 3400 دولار وربما 3440 دولار.

وفي ظل استمرار عدم اليقين بشأن السياسات التجارية الأمريكية، والعجز المالي المرتفع، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، تبقى الأسواق في حالة ترقب لما قد تحمله الأيام القادمة من مفاجآت قد تعيد رسم اتجاهات الذهب.