الذهب عند قمم تاريخية وسط رهانات التيسير الفيدرالي وتوترات جيوسياسية

واصل الذهب (XAU/USD) تماسكه الصعودي في تعاملات الثلاثاء بعدما سجل قممًا تاريخية جديدة خلال الجلسة الآسيوية، ليجد دعمه في توقعات التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة. ورغم وصول المؤشرات الفنية إلى مناطق تشبع شرائي، يظل المعدن النفيس مدعومًا بعوامل أساسية تحد من احتمالات التصحيح العميق.

جاء الدعم الأساسي للذهب من قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير بخفض الفائدة لأول مرة منذ ديسمبر، إلى جانب توقعات السوق بإجراء مزيد من التخفيضات هذا العام، وهو ما أضعف قوة الدولار الأمريكي وساعد على تعزيز الطلب على الأصول غير المدرة للعوائد. في الوقت نفسه، يعزز التوتر المتصاعد في الساحات الدولية من جاذبية المعدن كملاذ آمن.

فعلى الصعيد الجيوسياسي، ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها مع تبادل الاتهامات بشأن ضربات جوية استهدفت مناطق مدنية، بينما تتهم دول الناتو موسكو بانتهاك أجواء بعض أعضائه. وعلى جبهة الشرق الأوسط، تواصلت الهجمات بين القوات الإسرائيلية وحماس في غزة، ما رفع منسوب القلق الإقليمي.

أما من الجانب الفني، فيُنظر إلى اختراق الذهب فوق مستوى 3700 دولار على أنه إشارة قوية لمواصلة الاتجاه الصاعد، خاصة مع ثبات الأسعار فوق مستويات دعم رئيسية قرب 3725 و3685 دولار. وإذا فشلت هذه المستويات في الصمود، فقد يفتح المجال لتصحيح أعمق باتجاه 3650 دولار، إلا أن الصورة العامة لا تزال تميل لصالح المشترين.

وبينما ينتظر المستثمرون خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال الجلسة الأمريكية، تترقب الأسواق ما إذا كان سيقدم إشارات جديدة حول مسار السياسة النقدية، وهو ما قد يؤثر على اتجاه الدولار قصير المدى وبالتالي يحدد وجهة الذهب في الفترة القادمة.