الذهب في مفترق طرق: قوة الدولار تكبح الأسعار وترقب البيانات الأمريكية يرسم المسار القادم

تواصل أسعار الذهب تراجعها خلال تداولات الأربعاء، لتستقر قرب مستوياتها الأدنى لهذا اليوم، في وقت يتخلى فيه المستثمرون عن الأصول الآمنة لصالح الأصول ذات المخاطر الأعلى. ويأتي هذا التحول في ظل تحسن المعنويات العالمية وتراجع حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، إلى جانب تحركات من الإدارة الأمريكية تهدف إلى تخفيف آثار التعريفات الجمركية، خصوصًا على قطاع السيارات.
كما ساهم ارتفاع طفيف في الدولار الأمريكي، المدعوم بتدفقات نهاية الشهر، في فرض المزيد من الضغوط على الذهب، الذي لا يقدم عوائد. ومع ذلك، فإن الآمال باستئناف الاحتياطي الفيدرالي دورة التيسير النقدي حدّت من مكاسب الدولار وساعدت في الحد من الخسائر الأكبر للذهب.
بيانات أمريكية ضعيفة صدرت مؤخرًا، بما في ذلك انخفاض حاد في فرص العمل وتراجع ثقة المستهلك، دعّمت الرهانات على خفض وشيك لأسعار الفائدة من الفيدرالي، وهو عامل يظل داعمًا للمعدن الأصفر على المدى المتوسط.
من ناحية أخرى، تستمر الأوضاع الجيوسياسية، خاصة في أوكرانيا، في التأثير على المزاج العام في السوق. فقد رفضت موسكو تمديد وقف إطلاق النار من جانب واحد، بينما هددت واشنطن بسحب دعمها لجهود التهدئة إذا لم تُقدم مقترحات ملموسة، ما يضفي بعض الغموض الجيوسياسي الذي قد يُبقي الطلب على الذهب قائمًا جزئيًا.
فنيًا، لا تزال الأسعار تحت ضغط، مع تمسك الذهب بمستويات حرجة قريبة من 3300 دولار. وإذا لم يصمد هذا الدعم، فقد يتجه السعر لاختبار مستويات 3,265 ثم 3,225 دولار. أما في حال عودة الزخم الصعودي، فقد تعيد الأسعار اختبار منطقة 3,350 دولار، مع احتمالية مواصلة الصعود نحو 3,400 دولار ثم 3,500 في حال تزايد وتيرة المخاوف العالمية أو جاءت البيانات الأمريكية دون التوقعات.