الذهب يتجاوز 4000 دولار مع تراجع الدولار وعودة الطلب على الملاذ الآمن رغم القيود المحتملة على الارتفاع

ارتفع سعر الذهب (XAU/USD) في التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الخميس، ليتجاوز مجددًا المستوى النفسي البالغ 4000 دولار للأونصة، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي وعودة تدفقات الملاذ الآمن في ظل تصاعد القلق بشأن الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر.

ويُتداول المعدن الأصفر في صعود لليوم الثاني على التوالي، بعدما تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته منذ أواخر مايو. ويعزى هذا الضعف إلى المخاوف من أن يؤدي استمرار إغلاق الحكومة، الذي دخل أسبوعه السادس مسجلاً أطول فترة في تاريخ الولايات المتحدة، إلى إبطاء النشاط الاقتصادي بشكل ملموس. وتشير تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس إلى أن هذا الإغلاق قد يقلص الناتج المحلي الإجمالي بين 1% و2% خلال الربع الرابع، ما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وفي الوقت نفسه، أسهمت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في دعم الطلب على السبائك، بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاستعداد لاختبارات نووية وردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى جانب تكثيف الهجمات الروسية في شرق أوكرانيا.

ورغم هذه العوامل الداعمة، يظل صعود الذهب محدودًا بفعل الموقف المتشدد للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. فقد أظهرت البيانات الأخيرة قوة في الاقتصاد الأمريكي، حيث أضافت وظائف ADP نحو 42 ألف وظيفة في أكتوبر، بينما ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM إلى 52.4، وهو أعلى مستوى في ثمانية أشهر. ونتيجة لذلك، خفّض المستثمرون توقعاتهم لاحتمال خفض الفائدة في ديسمبر إلى 62% فقط، مما قلّص فرص تراجع الدولار بشكل حاد.

فنيًا، يتحرك الذهب حاليًا بالقرب من منطقة 3990-3995 دولار، وهي نقطة التقاء لمتوسط متحرك رئيسي وخط اتجاه هابط قصير المدى. ويُرجَّح أن يؤدي اختراق واضح فوق مستوى 4030 دولار إلى فتح المجال أمام مكاسب إضافية باتجاه 4075 ثم 4100 دولار. في المقابل، يمثل 3940-3935 دولار نطاق دعم رئيسي، يليه 3910 دولار، ويُتوقع أن تظهر عمليات شراء عند الانخفاض في حال تعرض السعر لتراجع جديد.