الذهب يتراجع بفعل جني الأرباح وترقّب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية

تراجعت أسعار الذهب خلال التعاملات الأوروبية المبكرة يوم الجمعة، متأثرة بعمليات جني الأرباح بعدما اقترب المعدن النفيس من أعلى مستوى له في خمسة أسابيع عند 3425 دولارًا في الجلسة السابقة. وجاء الضغط الإضافي من قوة الدولار الأمريكي مدعومًا ببيانات اقتصادية إيجابية، أبرزها نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بمعدل سنوي 3.3% في الربع الثاني، وهو أعلى من التقديرات السابقة، إضافة إلى تراجع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 229 ألفًا، ما يعكس متانة سوق العمل.

ورغم هذا الهبوط، لا تزال التوقعات على المدى القريب تميل لصالح الذهب، إذ إن الأسواق تواصل المراهنة على خفض محتمل لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. فقد أبدى كل من محافظ الفيدرالي كريستوفر والير ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز استعدادًا لنهج أكثر تيسيرًا إذا أظهرت البيانات ضعفًا في النمو أو تهديدًا لسوق العمل. وتشير تقديرات مجموعة CME إلى أن المتداولين يسعّرون احتمالية بنحو 85% لخفض الفائدة بربع نقطة الشهر المقبل.

ويترقب المستثمرون باهتمام بالغ صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأمريكي لشهر يوليو، حيث يتوقع أن يسجل التضخم الأساسي ارتفاعًا بنسبة 2.9% على أساس سنوي، مقابل زيادة نسبتها 2.6% في المؤشر الرئيسي. وستكون هذه البيانات حاسمة في توجيه توقعات السياسة النقدية للفيدرالي، وبالتالي في تحديد المسار القادم لحركة الذهب.

من الناحية الفنية، يظل الذهب مدعومًا فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم، فيما يظهر مؤشر القوة النسبية قرب مستوى 60 دلالة على استمرار الزخم الصعودي. وتتمثل المقاومة الأولى عند 3425 دولارًا، والتي قد يفتح اختراقها الطريق نحو 3439 ثم المستوى النفسي 3500 دولار. أما في حال استمرار الضغط البيعي، فإن مستويات 3373 و3351 دولارًا تشكل أبرز مناطق الدعم، مع امتداد الهبوط المحتمل إلى 3310 دولار.