الذهب يتراجع تحت ضغط تفاؤل الأسواق بصفقة أمريكية–صينية وارتفاع الدولار

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات صباح الخميس في الأسواق الآسيوية، حيث هبطت إلى مستوى يقارب 3245 دولارًا للأونصة، مسجلة خسارة يومية تقترب من 1.25%.

يأتي هذا التراجع وسط حالة من التفاؤل في الأسواق بشأن تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار فيها إلى "فرصة قوية" للتوصل إلى اتفاق تجاري، بشرط تلبية شروط واشنطن. هذا التوجه الإيجابي عزز الطلب على الأصول عالية المخاطر ورفع من قيمة الدولار الأمريكي، ما أضعف شهية المستثمرين للمعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا، كما جعل الذهب أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى.

وفي خطوة أخرى تعزز مناخ التهدئة التجارية، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنح شركات السيارات الأمريكية مهلة لعامين لتقليل اعتمادها على قطع الغيار الأجنبية. كما أشار مسؤولون أمريكيون، بمن فيهم وزير الخزانة والممثل التجاري، إلى قرب إبرام صفقات جمركية أولية مع بعض الشركاء التجاريين خلال الأسابيع المقبلة.

على الجانب الآخر، ساهمت مؤشرات الضعف في أداء الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الأول من العام الجاري في كبح التراجع الحاد لأسعار الذهب. فقد أظهرت بيانات وزارة التجارة أن الناتج المحلي الإجمالي انكمش بنسبة 0.3% على أساس سنوي، في قراءة دون التوقعات وأقل بكثير من النمو المسجل في الربع السابق البالغ 2.4%.

هذه البيانات الضعيفة عززت الرهانات على خفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بدءًا من يونيو المقبل. وتشير الأسواق إلى احتمال تنفيذ أربعة تخفيضات متتالية بمقدار ربع نقطة، ما قد يؤدي إلى خفض النطاق المستهدف لسعر الفائدة إلى 3.25%–3.50% بحلول نهاية 2025.

يترقب المستثمرون عن كثب صدور تقرير الوظائف الأمريكية لشهر أبريل يوم الجمعة، والذي قد يوفر مؤشرات جديدة على اتجاه السياسة النقدية. ويتوقع المحللون أن تضيف القطاعات غير الزراعية نحو 130 ألف وظيفة، مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%.