الذهب يتراجع تحت وطأة قوة الدولار ومخاوف مصداقية الفيدرالي وسط تهديدات ترامب التجارية
انخفضت أسعار الذهب دون 3330 دولار بعدما قلصت بيانات التضخم الأمريكية الرهانات على خفض الفائدة القريب، في ظل ضغط ترامب المتزايد على الفيدرالي وتزايد التوترات التجارية مع المكسيك وأوروبا. هذا المشهد يعزز حالة عدم اليقين التي تدفع المستثمرين لإعادة التفكير في شهية المخاطرة.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا يوم الثلاثاء، حيث انخفض المعدن النفيس دون مستوى 3330 دولارًا مع استمرار المتداولين في استيعاب بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة التي أظهرت بقاء الضغوط السعرية قوية، مما قلص من التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. وقد عززت هذه المعطيات ارتفاع عوائد السندات الأمريكية ودعمت قوة الدولار، لتضيف مزيدًا من الضغوط على الذهب.
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو ارتفاع التضخم الرئيسي إلى 2.7% على أساس سنوي، بينما سجل التضخم الأساسي 2.9%، وهو ما جاء أدنى قليلًا من تقديرات السوق البالغة 3%، لكنه يظل أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2%. في المقابل، خفضت الأسواق رهاناتها على خفض الفائدة في سبتمبر إلى نحو 54% فقط، ما يعكس تحركًا حذرًا في ضوء استمرار ارتفاع الأسعار.
تزامن ذلك مع تصاعد التوتر السياسي بين البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي، إذ كثف الرئيس ترامب ضغوطه على رئيس الفيدرالي جيروم باول، ملوحًا بإمكانية تغيير القيادة وسط تكهنات حول من سيخلفه، مما أثار شكوكًا حول استقلالية البنك المركزي.
على الجانب التجاري، تتوالى المخاطر مع إعلان ترامب مؤخرًا عن رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وتهديدات بتعريفات أعلى على روسيا والدول المتعاملة معها، الأمر الذي زاد من حالة عدم اليقين العالمي ودفع المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة رغم تراجع الزخم في الذهب.
فنيًا، يتداول الذهب أسفل منطقة مقاومة رئيسية قرب 3370 دولارًا بعد فشله في اختراقها، في حين يتمركز دعمه التالي حول 3290 دولارًا. يشير هذا النمط إلى إمكانية استمرار التراجع نحو مستويات أدنى إذا لم يستعد المعدن الأصفر زخمه الصعودي قريبًا، مع تركيز المستثمرين الآن على تطورات السياسة النقدية الأمريكية وتصريحات مسؤولي الفيدرالي المرتقبة.