الذهب يتراجع دون 3400 دولار رغم تصاعد التوترات.. هل هدأت شهية الملاذات الآمنة؟
تراجعت أسعار الذهب بعد بلوغها أعلى مستوياتها في ثمانية أسابيع، مع مؤشرات على انفتاح إيراني نحو المحادثات النووية، مما خفف من الطلب على أصول الملاذ الآمن. وتبقى قرارات البنوك المركزية العالمية هذا الأسبوع عاملًا رئيسيًا في تحديد الاتجاه المقبل.

تراجع الذهب خلال تداولات الاثنين إلى ما دون حاجز 3400 دولار للأونصة، مسجلًا انخفاضًا بأكثر من 1% رغم استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران. وبلغ السعر ذروته مؤخرًا عند 3452 دولارًا، وهو أعلى مستوى خلال ثمانية أسابيع، قبل أن يتراجع إلى حوالي 3399 دولارًا عند كتابة التقرير.
هذا التراجع يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا كبيرًا، بعد تقارير عن ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية ونووية داخل إيران، وسط مزاعم إسرائيلية حول اقتراب طهران من امتلاك سلاح نووي – وهو ما يتعارض مع التقييمات الأمريكية. وفي المقابل، أشارت تقارير إعلامية إلى أن إيران بعثت برسائل عبر وسطاء عرب تُظهر فيها استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية، ما ساهم في تهدئة الأسواق جزئيًا رغم نفي بعض المسؤولين الإيرانيين لهذه الأنباء.
في ظل هذا المشهد، تترقب الأسواق العالمية أسبوعًا مزدحمًا بقرارات مرتقبة من عدة بنوك مركزية كبرى، على رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وبنك اليابان، وبنك إنجلترا. ومن المتوقع أن يبقي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير، إلا أن أي تلميحات نحو التيسير النقدي قد تدعم أسعار الذهب مستقبلًا، خاصة في بيئة تتسم بانخفاض العائد.
كما يتابع المتداولون عن كثب بيانات اقتصادية أمريكية هامة هذا الأسبوع، من ضمنها أرقام مبيعات التجزئة وبيانات قطاع الإسكان ونشاط الأعمال من الفروع الإقليمية للفيدرالي.
من الناحية الفنية، يواصل الذهب الحفاظ على هيكل صعودي رغم الانخفاض، إذ تُظهر حركة السعر سلسلة من القمم والقيعان المرتفعة. لكن في حال إغلاق السعر دون 3400 دولار، قد يتراجع إلى نطاق 3350 دولارًا، وربما حتى المتوسط المتحرك لخمسين يومًا عند 3281 دولارًا. أما في حال تمكن من التماسك فوق هذا المستوى، فقد يعاود الذهب اختبار مستوى 3450 دولارًا، ما يفتح المجال للوصول إلى القمة التاريخية عند 3500 دولار في المدى القريب.